د/سلمان الغريبي

"الشًَبُو .. ذلك السُمُ الخفي سريع الإدمان والموت البطيء" ...
 بادئ ذي بدء نحمد الله ونشكره أولاً و أخيراً على نعمة الإسلام وأن وهبنا عقولاً نفقهُ بها و نُميز بها بين الحلال و الحرام و الطيب و الخبيث ... فها نحنُ اليوم وكل يوم نواجه أخطار مُحدقةً بنا من المخدرات ومروجيها ... ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حكومتنا الرشيدة حفظها الله ورعاها وعيوننا الساهرة يُحبطون كثير من محاولاتهم للتهريب ولدخول مثل هذه المخدرات للبلاد فهم لهم بالمرصاد .. المخدرات أحبتي ذلك السلاح الخفي الخبيث الذي يفتك بالعقول ويذهبها ويشتت الأُسر ويدمرها مروراً بدمار الدول و  المجتمعات ... فكل يوم لا بارك الله فيهم لهم صنف وإسم جديد  والنهاية واحدة مهما تعددت الأسماء واختلفت الأنواع و قلت أو إرتفعت الأخطار ... يقول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾. ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم «كل مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وكل مُسْكِرٍ حرام، ومن شرِب الخمر في الدنيا فمات وهو يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا في الآخرة» .. وقد ظهر علينا في الآونة الأخيرة نوع من هذه الأنواع الخبيثة يطلق عليه (مادة الشَّبُو) وهي مادة خطيرة سريعة الإدمان من أول جرعة خطيرة النتائج كيماوية الصنع شبيهة بالزجاج البلوري الشكل لها عدة اسماء للتمويه كالطباشير والصاروخ والكريستال و الآيس وغيرها وتسبب الهلوسة والشكوك و الأوهام والأرق و قلة النوم و  الإضطرابات النفسية و العقلية و العدوانية ... فكم وكم سمعنا عن حوادث وجرائم أُرتكبت بسبب هذه المادة المُخدرة فهناك من قتل أمه وأبيه وأخته وزوجته وأبناءه ويخيل له بأنهم أعداء له بسبب تعاطيه هذه المادة الخبيثة ومنهم من قتل نفس بلا ذنب ثم انتحر ... فاحذروا وحذروا أبناءكم وبناتكم من هذه المادة الخطيرة التي ماتجلب عليهم سوى الوبال والخراب والدمار نبهوهم فالخطر محدق بهم وتجار السموم يتربصون بهم ليوقعوهم في إدمانها وشباكها .. حذروهم من مجالس واصحاب السوء نبهوهم بين الفينة والفينة وتابعوهم وادعوا لهم في ظهر الغيب بأن الله يحفظهم ويرعاهم ويحرسهم بعينه التي لا تنام ويهديهم لصراطه المستقيم ..  أدعوا على من يتربص بهم وينوي بهم شراً وسوء ومكروه بأن الله يرد كيده في نحره ويجعل دائرة السوء تدور عليه من حيث لايدري ولا يحتسب ... اللهم إهدي شبابنا وبناتنا لطريق الحق والصواب وللتمسك بكتابك وسنة نبيك عليه أفضل الصلاة والسلام وكره إليهم الشهوات والشبهات والمخدرات واعصمهم منها فلا عاصم لهم اليوم وكل يوم إلا أنت ... أما أنتم يامن وقعتم فريسة لهذه المخدرات اتقوا الله وخافوه فإنكم سائرون في الطريق الخطر المؤدي بكم لنفق مظلم نهايته خزي وعار وإدمان ومرض ثم موت بطيء وأنت لاتشعر ... تب إلى الله وارجع قبل أن تندم يوم لاينفع فيه ندم ولا دواء فإن الله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين  .
يقول تعالى في سورة البقرة : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم .