|

الخلود لحياة اختارت مساراً مختلف

2018-06-05 01:26:02

هناك جزء من الأرض مخضر وإن يبس شيء من شجره ،يوفر الظِل ويهدي أجمل الثمر ،يتشبث بالأرض وكأنها جلباب أمه ويحتضن كل من اقترب منه بكثير من الحُب .

من الظلم أن نصفهم بالشمعة التي تحترق لتضيء المكان ،ففي ذلك إجحاف واي إجحاف ، هم كشجرة يفوح عطرها من جذعها ،تبقى عطرة في حال خضرتها ويبسها ،وحتى إقتلاعها يبقى أثرها شاهداً على طيب حضورها تتقادم السنون ومعها تزداد عتقاً وعبقاً.

هم أولئك الذين جعلوا لحياتهم مساراً مختلفاً، يتصدون لعظيم المهام عندما يحجم الكثيرون ،يوفونها حقها وإن أُستُنزِفوا في سبيلها، لا يخلو عملهم من لمسات الإبداع وفي الغالب لا يحصدون في الظاهر سوى لحظة عابرة من التصفيق والثناء عند البعض ، لكنهم من الداخل يتشبعون لذة وزهواً ورضى لتفيض أعمالهم بذلك ، وقودهم سمو الهدف وحافزهم إتساع مساحة التأثير،وبُغيتهم خدمة المجتمع والنهوض به إنطلاقاً من الفرد وهو المكون الأساس ، تجدهم في صورة المُراجع لما فيه الصالح العام ،والمُنسق لتكريس مفهوم يكون منطلق لنجاح عديد الأعمال، والمنقذ الذي ينتشل الأخرين عندما تضيق بهم السُبل ،والدليل الذي يقود من ظل الطريق وزادت مساحة العتمة في سماء بصيرته ،وحتى المسؤول الذي خلق بيئة عمل صحية بيسره وحُسن تعامله رغم الصعوبات وقيود الصلاحيات، والملهم الذي حورب فكراً وأقصي عملاً ومع ذلك إستمر مؤمن بهدفه صارع الفشل قبل نظرة المجتمع وخرج منتصراً لاحقاً وإن كان ذلك بعد رحيله وفي عصر آخر ليكون مصدر فخر وواجهة مشرفة يشار إليها بالبنان .

تحية إحترام كبيرة وعظيمة ،جذورها التقدير والعزة وجذعها الشموخ أغصانها سمو وأوراقها التفاني لكل من تصدر للعمل الإنساني ذا الطابع الخيري في أي مجال كان .
بقلم / محمد البكري