|

قيادة المرأة السعودية حق مكتسب وليس إنحطاط وسوء منقلب

2018-06-23 01:12:47

موضوع جدلي كاد أن يكون أزلياً لولا حكمة وحنكة وإلهام ولاة أمر هذه البلاد الطيبة المباركة الطاهرة وإدراكهم لأبعاد هذه القضية الإجتماعية الشائكة التي إستأثرت بالكثير من وقت ودراسات ونقاشات المنظمات الإنسانية والحقوقية والإعلامية المغرضة الإقليمية منها والعالمية التي كان جُلَّ اهتمامها منصباً على المظهر دون الجوهر، فضلاً عما كان يُحاك ضد الوطن وأمنه في الخفاء من مكائد ومكر كُبَّار من قوى الشر والبغي والطغيان من الذين ذاقوا وبال أمرهم وكان عاقبة أمرهم خُسراً لا سيما بعد أن وُضِع القرار حَيَّز التنفيذ.

وحقيقة الأمر إن السماح للنساء بقيادة السيارة ليس كما يصوره البعض من أصحاب الأقلام المأجورة والأفكار الموتورة بأنه فتح إنساني مبين ونصر للمرأة السعودية على دعاة التخلف والرجعية الظلامية بزعمهم وإفكهم المبين، بل هو بمثابة أوبة إلى الفطرة الطبيعية السوية وإعادة الأمور إلى نصابها وسابق عهدها حيث كان الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم هو أس الحياة ومنهجها القويم القائم على العدل والمساواة بين الجنسين المفضية بدورها إلى السعادة المطلقة مصداقاً لقول الباري تعالى وتقدس “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.

ومما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن نساء هذه البلاد المباركة بإذن ربها كن ومازلن وسيظللن زهرة الحياة الدنيا وشقائق الرجال فوق كل أرض وتحت كل سماء شاء من شاء وأبى من أبى، ولا أخال أن يساور أي منتمٍ لهذا الوطن المعطاء أدنى شك في ذلك، لا سيما أولئك الذين قُدِّر لهم العيش في مناطق كانت فيها المرأة السعودية مكملة للرجل في حقله، ومورد مائه، ومسرح مرعاه، بل وفي مقر سكناه ومأواه.

كما أنه لا يفوتني التنويه والإشادة بحرص وإخلاص من يقول بسد الذرائع من علمائنا الأجلاء الذين أدين لله بحبهم فيه، ممن يرى بأن لهذا الأمر تبعات قد يترتب عليها بعض المفاسد وهم بلا ريب محقون في ذلك، فهناك حالات وتجاوزات شاذة قد تحدث من بعض مرضى القلوب الذين هم بحمدالله قلة والشاذ كما يقال لا يقاس عليه غيره، وأن من تسول له نفسه منهم المساس بحرية الجنس الآخر كائناً من كان وبأي بطريقة كانت فإنه سيكون عرضة للجزاء الرادع وفقاً للأحكام الشرعية والأنظمة المرعية.

ختاماً، ثقتنا في إمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ممن أضطررن لقيادة السيارة والخروج بها لأماكن أعمالهن أو لقضاء حوائجهن الأسرية أن يكن قدوة ومثالاً يحتذى لنساء العالمين، ومحضناً للقادة والمبدعين والأئمة المهديين والدعاة المخلصين، وأن يكن عند حسن ظن قيادتهن وأولاياء أمروهن بهن، وأن يتقين الله في أنفسهن وألا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، وأن يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن مطلقاً في حال إضطرارهن لقيادة السيارة في الميادين العامة.

أمنياتنا وخالص دعواتنا لحرائرنا الماجدات بالأمن والسلامة والقيادة المثالية المطمئنة الآمنه في وطنهن، وطن العزة والمجد، والأمن والأمان، والإسلام والسلام.