|

البيدوفيليا اضطراب ام انحلال اخلاقي

2018-06-24 01:10:45

اثناء تصفحي لاحدى الصحف الالكترونية خلال الفترة الماضية ، شدتني انتشار اخبار وقصص التحرش الجنسي ضد الاطفال ، اختطاف ثم اغتصاب ثم قتل ، هذه الأحداث التي ركز عليها الاعلامين الباحثين عن الدراما الاعلامية ، بحثا عن الكم الهائل من القراء ، رغبتاً في جذب التجار ، وضخ الاموال في الاعلانات التجارية ،و نسوا او تناسوا قضايا التحرش الاخرى ، التي دفنها خجل الطرح المباشر وبرودة المواضيع ، حتى انني اخشى ان تكون هذه القضايا بعد زمن ستصبح شيء طبيعي وروتيني، او من ناحية اخرى بسبب جبروت المتحرش او وسائل الاغراء الاخرى وخوف الضحية من الافصاح.
تعتبر البيدوفيليا او ماتسمى بالغلمانية انها اضطراب جنسي شهير ، يتميز بوجود محفزات او خيالات جنسية مثيرة ، مرتبطة بالاطفال الغير بالغين دون سن 13 سنة ، وتتكرر بمدة لاتقل عن ستة اشهر للبيدوفيلي ، الذي لا يقل عمره عن 16 سنة ، ويعتبر البيدوفيلي نادرا ما يغتصب ، لكن يُقبل على جريمته بوسائل اغرائية ويلامس ماهو قريب من قلب الضحية من اساليب ترفيهية متنوعة .
يكونون الضحايا غالباً اشخاص منبوذين في عائلاتهم ، او مصابون بحالات من حالات الإكتئاب ، حيث ان تلك الاعراض تلعب دورا فعال في جذب الضحية وراء شِراك البيدوفيلي دون ادنى تفكير مسبق ، ايضا هناك عدد قليل من الضحايا عاديون وايضا سعداء ولا يعانون اي نوع من الاكتئاب ، ولكن ينقصهم دور التوعية من الوالدين وبعدهم عن الابناء ، مما يجعلهم فريسة سهلة الصيد ، ومما يجب على الاسرة و بالاخص الوالدين هي توعية الاطفال ، وتثقيفهم بالامور الخاصة وبالمناطق التي يعتبر المساس بها خط احمر ، وازالة عائق الاحراج وكسر الحواجز بين الابوين والابناء حتى يسهل الوصول لهما عند المضايقات وعدم التخوف من قول الحقيقة .
البيدوفيليا اضطراب منتشر بكثرة بين الذكور اكثر من الاناث ، وينقسمون الى قسمين : فقسم يرى بأن حالته امر طبيعي ويبرر ميوله بانها شيء فطري ، اما القسم الثاني فعادة مايدخل في اطياف الاكتئاب والعزلة والانطواء الاجتماعي .
في الغالبا هنا يتم الزج بالطفل المُتحرش به بموافقته في دار الاحداث بدون اجراء الفحوصات الاربعة المتعارف عليها طبياً : 1-فحص الكروموسومات وما يحتويه جسد الانسان من 23 زوج من الكروموسومات احدهما يختص بنوع الانسان ، فعند الذكر xy وعند الانثى xx ويبحث عن كون هذا الجسد الذي امامنا ذكرا ام انثى ،2-الفحص الهرموني ويتم البحث عن ارتفاع هرمون الذكورة عن الانوثة او العكس فقد تكون عملية التصحيح هرمونية لا اكثر بمعادلة نسب الهرمونات 3- ultrasound ويتم من خلالها البحث عن اعضاء مختفية كخصيتين او مبيض او رحم او غيرها ، 4- الطب النفسي .
اما الشخص البيدوفيلي فغالبا يتم علاجه بالصعق الكهربائي عن طريق جلسات كهربائية يتم فيها تنشيط الذاكرة وتوصيل المريض إلى اللذة ليظل اثر الكهرباء وألمها مرتبطا بالتفكير في السلوك .
لم يتوقف البيدوفيلي بحدود الاغتصاب او التحايل ، وتعمق في الموضوع برِداء الدين والخوض في زواج القاصرات والاستدلال بزواج عائشة رضي الله عنها من النبي ﷺ وهي بعمر التسع سنوات ، وبخصوص هذا الموضوع اتذكر قصة الكاتب الاستاذ: فهد بن عامر الاحمدي في كتابه “من يعرف جنيا يتلبسني”وقصته مع الرجل الاسترالي الذي لقيه على متن سلة منطاد هواء ساخن برفقة عدد من السياح ، لرؤية شروق الشمس من خلف جبال كوينزتان في نيوزلندا ، وبعدما استوقفه الرجل الاسترالي بسؤال سمعه كل من كان بتلك السلة : هل صحيح ان نبيكم تزوج بفتاة لم تتجاوز التاسعة من عمرها ؟
على اية حال لم تكن المرة الاولى التي يواجه الكاتب فهد الاحمدي هذا السؤال ، وكانت اجابته الرائعه مقنعة جدا حيث انه بدأ ببيان عدم جواز مقارنة عصرين متباعدين مختلفين ، فعلى سبيل المثال : من هو الاغنى هل هو قارون ام بيل غيتس؟ ام ايهم اكثر عبقرية هل هم علماء العرب ام علماء الفلك الامريكان ؟.
ايضا لو عدنا للوراء لاكتشفنا بن سن الزواج في اوربا لم يكن يختلف عن المجتمعات العربية والاسلامية ، فحتى عام 1850 لم تكن تعرف اوربا “سن الزواج” فكانت الفتيات يزوجن فور بلوغهن ، مالم يبعن من قبل في اسواق النخاسة او بيوت الدعارة ، وبسبب معارضة الكنيسة تأخرت ايطاليا وفرنسا في تحديد سن الزواج حتى عام 1892 فرفعته الى 12 عام والثانية الى 13 عام .