|

دول الغرب وأجندة الشيطان

الكاتب : الحدث 2022-12-21 03:21:02

لماذا تمنت معظم شعوب العالم فوز الأرجنتين في المباراة النهائية لكأس العالم ٢٠٢٢؟ وتلك حقيقة حيث كانت أغلب الشعوب المسلمة والعربية والأفريقية والآسيوية ودول أمريكا الجنوبية وخلافها تشجع الأرجنتين للفوز بكأس العالم وتتمنى الهزيمة لفرنسا، والسبب من وجهة نظري أن الأرجنتين دولة حرة سوية تماثل أغلب دول العالم في عدد من العادات والتقاليد وفق فطرة سليمة، فضلًا عن أنها لم تستعمر دولًا ولم تسلب شعوبًا ثرواتها ومقدراتها وحرياتها، كما فعلت دول أوروبا وأمريكا على مدى عقود حين استعمروا دولًا عديدة وقتلوا شعوبها وسرقوا حاضرها ومستقبلها، واليوم وبعد أن تحررت الدول المستعمرة من الظلم والجور خرجت علينا ذات الدول المستعمرة يخالفون قيم وأخلاق ومبادئ جميع الشرائع الإلهية ويسعون لفرض عاداتهم وتقاليدهم على شعوب لا تشبههم أبدًا ولا تقبل بقيمهم، كما يحاربون سرًا وعلنًا  دين الله "الإسلام" ورسول الله محمد ﷺ وينادون بالمثلية والشذوذ والانحلال الأخلاقي والنسوية والعلمانية ويرفعون غيرها من الشعارات الشاذة، وبعد أن فقدت دول أوروبا الغربية وأمريكا قيم الفطرة السليمة يريدون نشر وفرض قيمهم الساقطة وعاداتهم الفاسدة على البشرية كافة، لذلك نقول للأرجنتين مبارك لكم كأس العالم ومبارك لبلادي السعودية الفوز على بطل كأس العالم.

وقد ظهرت مؤخرًا فضيحة كبرى تفضح المفضوح، هزت أركان الولايات المتحدة الأمريكية حينما خرجت تولسي جابرد المرشحة الرئاسية الأمريكية عام ٢٠٢٠ وعضو الحزب الديمقراطي الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن وأعلنت بشكل واضح عن خطة للحزب الديمقراطي الأمريكي للقضاء على جميع الشرائع الإلهية وعلى رأسها دين الإسلام في جميع أنحاء العالم وتغيير شكل العالم وتحويله لعالم جديد، وتهدف الخطة إلى محاربة كل شيء ضد الدين والقيم، بالعمل على هدم الأسرة وتشجيع الإجهاض بسبب العلاقات المحرمة ودعم المثلية (الشذوذ الجنسي) والتحول الجنسي والعري المبالغ فيه وفتح الحرية الجنسية بشكل كامل لا يمكن تخيله وبغير زواج، وكل ذلك حتى يصبح الأشخاص الطبيعيون غير المثليين مضطهدين، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا كل ذلك؟ ولماذا تسعى أمريكا ودول أوروبا الغربية لكل هذا الانحلال الأخلاقي والمؤثر سلبًا والمنافي للطبيعة البشرية؟ وعلّة ذلك من وجهة نظري أن تلك الدول أُبتليت على حين غرّة في عقود ماضية بتلك الأمراض والموبقات، وحين تنبهوا لخطورتها وضررها على مجتمعاتهم، وعملوا على تدارك الوضع المزري لم يعد بمقدورهم حلها وتفكيكها حيث تمكنت وتغلغلت في نفوس الشباب، فتفتقت عقول السياسين الغربيين بأن الحل هو نشر تلك الأجندة الشيطانية  في جميع أنحاء المعمورة وترسيخها في نفوس النشأ على طريقة "عليّ وعلى أعدائي" لتصبح وفق أنظمة دول العالم أجمع.

واليوم وبفضل الله كثير من الدول مسلمة ومسيحية ويهودية ترفض الإذعان لتلك الأجندات الخبيثة والخطط الدنيئة وصرحت رسميًا برفضها، وعلى رأس تلك الدول السعودية بلاد التوحيد والعقيدة والفطرة السليمة حين دعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة "جدة للأمن والتنمية" وبحضور الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة يبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم، ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها ونتمنى من العالم احترامها كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكتنا ويخدم منطقتنا والعالم، وأيضا نادى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا باحترام خصوصيات الشعوب والحضارات وأن ذلك في مصلحة الجميع وفي مصلحة ما يسمى بالغرب الذي يفقد تفوقه ويتحول إلى أقلية على الساحة العالمية، وشدد أنه من حق هذه الأقلية الغربية الحفاظ على هويتها الثقافية الخاصة ويجب ضمانها ويجب التعامل مع هذا الأمر باحترام، وأشار بوتين إلى أن للغرب الحق في ممارسة أي "قيم" تبدو غريبة على الآخرين، لكن لا ينبغي أن يفرضها على أحد، وأضاف أنه إذا اعتقدت النخب الغربية أنه يمكنها أن تغرس في أذهان شعوبها ومجتمعاتها اتجاهات جديدة مثل العشرات من الأجناس وقضية المثليين، فليفعلوا ما يحلوا لهم، ولكن ليس لديهم الحق في مطالبة الآخرين باتباع نفس الاتجاه.

يقول سبحانه وتعالى: "إنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء بل أنتم قوم ٌ مسرفون"، وقال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "أن الرسول ﷺ لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء وقال أخرجوهم من بيوتكم".


المستشار والكاتب عضو الجمعية السعودية للإدارة

محمد سعيد آل درمة