|

عصر التحديات .. وتربية الأبناء

2018-08-11 03:13:28

ظهر الإنترنت في الآونة الأخيرة كأحد أهم عوامل المعرفة ساحباً البساط من تحت وسائل التثقيف الأخرى، وذلك لعدة أسباب أهمها سرعة وسهولة الحصول على المعلومات من خلاله، ناهيك عن المتعة التي يجدها الباحث خلال تقصي المعلومات ، ولكن ما يجب الانتباه إليه هو أن ناقوس الخطر بدأ يدق وبصوت عالٍ لأن شبكة المعلومات هذه هي سمُ مدسوس في مجتمعاتنا بكوب من العسل، والأمر لا يحتاج إلى إحصاءات فَنَظرة بسيطة لكل مراكز الإنترنت تظهر اكتظاظها بالزائرين من ذوي الأعمار الصغيرة ، وهؤلاء للأسف يقضون أمام أجهزة الانترنت معظم ساعات النهار فيهدرون بذلك الوقت والمال، والأهم من كل شي‏ء يبنون ثقافة مغلوطة ملغومة تدمر أخلاقياتهم، لتأتي الفضائيات في ساعات الليل المتأخرة وتكمل ما بدأه الإنترنت فتنعدم بذلك إمكانية بناء مجتمعاتنا، لأن الطفل في سنواته الأولى يكون أداة لينة وطينة سهلة في اكتساب الكثير من الأمور، دون أن يميز السي‏ء من الجيد، فيكتسب الاثنين على حد سواء ، وهو يقلِّد ما يشاهده وما يسمعه ليكوّن طريقة تفكيره ومنطقه..
مع هذا التأثير للأبناء على إسعاد الآباء أو إشقائهم ، فإن الحياة كلما تعقدت ، وكلما خطت البشرية خطوات على سلم الحياة المادية ، كلما زادت أعباء الآباء في تربية أبنائهم ، وذلك لأنهم مصدر الثروة الحقيقة بالنسبة للفرد والجماعة ، فالمال ينضب والثروات المادية تزيد وتنقص وهم الثروة الحقيقة التي تعتمد عليها الأمم ، بل إنهم الثروة التي تبقى للآباء بعد موتهم ، فمن بين ما ينفع الآباء بعد موتهم دعاء الولد الصالح كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وبذلك نجد مسؤولية تقع على الوالدين في استيعاب المرحلة الحياتية المقسمة إلى جزأين؛ جزء يخص متغيرات الحياة وكيف أن نكون واعين ونمسِك بالعصا من المنتصف؛ لا إفراط ولا تفريط ، وبين المسؤولية في فهم المراحل التي يمر بها الأبناء، بدءاً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة والنضج، وكيف نعرف خصائص كل منها بوعي. الوالدان هما النموذج الذي يتعلم منه الأبناء قبل أي شيء في الحياة، ومتى ما عرفنا كيف نتعامل ونوزع المهمات والمسؤوليات على أبنائنا منذ الصغر مراعين كل مرحلة وخصائصها، سنغلق باب التشتت والضياع ونردم تلك الفجوة .