|

(نار البدوي )

الكاتب : الحدث 2021-05-21 08:45:57

ما أجمل البدو ، وحياة البدو وقوة البدو وفطرة البدو . والله أن كل متعلق بالبدو جميل وقوي. 

أمام عيني ما تعشقه ، النار من حطب السمر لها سحر خاص ، وأباريق الشاي والقهوة تتربع على عرشها المسود أسفله كأجمل صبغة أزلية يهديها اللهب الذهبي لأسياده .
التفاف الناس حول هذا الوحي عبر السنين الطويلة وهي تشتعل ب قصص من الأفئدة عبر  اللسان ، ذلك الراوي الذي لا يجف مخزونه ، والأيدي ممتدة طالبة الدفء والنور ، جنبا إلى جنب تؤدي مراسيم عبادة  ، وراحة الكف تنفرج ببطء لتستمتع إلى سيمفونية النار الراقصة ،حيث رموز الإنسان وأسراره   تلوح بالأفق ترقبها العيون الضالة  عن المجهول ، عندما يتصاعد الدخان مختلطًا بأنفاس الشيوخ الذي يجود  ليعطي بعض من خفايا السر الكوني ، كحكم تلتصق بذاكرته لتعينه وتسعفه وقت حاجته ، النار التي لا غنى عنها هي حياة البدوي ، مصدر إلهامه ، رزقه ، كرمه ، عنوانه .
الألوان تمتزج   داخلها عاكسة  لون السماء ليلا ، ولون البياض عندما ينسلخ الجمر من ثوبه، وتكتحل الرمال تحتها ، لتآزر الحزن الذي تخلفه النار وتلفح به وجوه كل من اقترن بها .وتقويه ويشد بها أزره ، 
النار تلك القوة الهازمة لسباع الأرض بنظرة  منها ، البعيدة السرعة  لتعانق الرياح إذا مرت بها فتنحرها . في شررها  عنفوان وجبروت  لا يستهان به ، فقانون الأرض يحتم  على الآدمي  أن يتوق لها فلا  القصور وحياة البذخ والترف التي اعتادها العربي  تجذبه كشفرة  النار   .
 ولا يشغله  أي خطب مهما عظم حتى لو أهلكت  أغلى ما يملك ، النار كل ما يولد منها لا غنى عنه ، كما  هي الأم  الدفء والحنان  ، مرايا يرى فيها ملامحه . البدوي الذي لا يستكين  روحه وتنزل الطمأنة جسده ، إلا وهو يحتضنها بداره . يدعو الله أن يحرمه منها في الآخرة . 


بقلم مها النصار 🌴