|

جبال جازان في يوم الوطن

2018-09-23 02:49:00

قبل مئة عام كانت القبائل في جبال جازان
تسكن قرى متفرقة بنيت في أعالي القمم لتكون لهم ملاذاً بعيداً وحصونا منيعة تحتمي بها تلك القبائل من بعضها في زمن الخوف والثأر والتناحر، حيث كانت مجرد قبائل متناحرة يأكل القوي فيها الضعيف ويسودها الجهل والجوع والمرض..

وبنشاة الدولة السعودية تغير الحال في تلك الجبال بالرغم من أن موقعها الجغرافي في غاية البعد والوعوره الا أن الدولة السعودية لم تتأخر ووصلتها وأرست حكمها بالعدل والتنمية، وعرفت أن الإنسان بطبعه مفطور على (حب من أحسن إليه)، وأدركت أن أكبر عدوا للإنسان هو الجهل لذا أحضرت المعلمين ليحاربوه في بيوت الطين وليرسوا أساسيات العلم و سارعت بفتح المدارس في كل بقعه فيها تجمع سكاني ولو كان قليلاً ولتغطية العجز جلبت لهم المعلمين من مصر والسودان والأردن وفلسطين..

وشجعت الطلاب على التعلم بأن وهبت لهم مكافآت تشجيعية لتعينهم هم وأسرهم على التأقلم مع هذه البيئة الصعبه ولتكون دافعاً لهم لمواصلة التعلم، وكيف أن من كان بيته بعيداً أو يسكن خلف الجبل يمنح مكافأة أخرى إضافية تسمى بدل غربة..!!

وفي الجانب الصحي يخبرنا الأجداد والآباء كيف أن الرعاية الصحية والتطعيمات كانت تأتيهم بطائرات الهيلوكلتر ..
واليوم ولله الحمد جبالنا التي كانت من الوعورة بمكان أصبحت سهلة ومريحة وقابلة للحياة وتكاد تختفي الفروقات بينها وبين أي مكان آخر في هذا الوطن المعطاء فقد وصلتها طرق الأسفلت والكهرباء والخدمات الأخرى لترفع من مستوى جودة الحياة فيها ..

و في يوم وطننا الثامن والثمانون نتأمل كيف أن دولتنا ما زالت على ذلك النهج وأكثر من الكرم والعطاء فالمدارس والمراكز الصحية في كل قمة و بقعة، وكثير من أبنائنا ابتعثتهم ليدرسون في أرقى جامعات العالم، ومن كان عليلا ولم يتوفر له العلاج أرسلته إلى أرقى مستشفيات العالم وعلى نفقتها.

وفي عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين أطلقت برامج عدة من ضمنها برنامج جودة الحياة لتكون مهمته مراقبة كل الجهات المعنية وذات العلاقة لتتاكد من تقديم جميع الخدمات بالتساوي والرفع من مستويات البنية التحتية لجميع المدن وتطويرها في شتى المجالات لرفع رفاهية المواطن وبناء مجتمع ينعم جميع أفراده بأسلوب حياة متوازن.

وبعد كل هذا لا أدري كيف لا نبتهج بمثل هذا اليوم وكيف لا نستطيع إلا أن نهيم بهذا الوطن ونموت فيه حباً..