|

الانضباط المدرسي يا وزارة التعليم !

2018-09-29 02:48:01

يشكو كثير من المعلمين من عدم اكتراث نسبة من الطلاب بما يدور في الفصل أثناء سير الدرس، ناهيك عن رفع الصوت والحديث في جوانب ليس لها علاقة بالحصة الدراسية، ويزداد الأمر سوءاً عندما يزيد عدد الطلاب داخل قاعة الدراسة عن 30 دارساً، في ظل التعميمات الصادرة من وزارة التعليم حول الممنوعات” عدم إخراج الطالب من الصف، عدم إيذاء الطالب نفسياً أو بدنياً، عدم إيقاف الطالب داخل حجرة الدراسة).
ما سبق يطرح التساؤل حول جدوى بقاء بعض الطلاب المشاكسين داخل قاعة الدراسة ؟.
وماذا يمكن للمعلم أن يقدم للطلاب المجتهدين إذا كان هذا الجو هو السائد في معظم المدارس بالمرحلتين المتوسطة والثانوية ؟.
العجيب أن وزارتنا الموقرة لم تبحث سبب تجاوز بعض الطلاب للحدود الواجب مراعاتها والتي كانت نتيجتها الاعتداء على المعلمين، أو تكسير وإحراق سياراتهم، ناهيك عن الأذى اللفظي، ما يعني أن هناك خللاً فادحاً في العملية التربوية بِرُمَّتِها، والذي يتطلب من وزارة التعليم التحرك سريعاً لمعالجة تلك التصرفات الحمقاء التي لم تكن معهودة من قبل.
عقوداً من الزمن عشناها في الماضي الجميل عندما كان للمدرسة هيبتها، وللمعلم تقديره واحترامه، يقف الجميع احتراماً له عند دخوله قاعة الدرس، ولا يمكن بحال الجلوس إلا بعد الإذن بالجلوس، دون أن ندري عن نظريات التربية الحديثة التي أفرزت لنا ما نراه اليوم من الاستهتار بالقيم “الصدق والنظام والاحترام والطاعة والشعور بالمسؤولية”، مع تخلي بعض أولياء أمور الطلاب عن مسؤولياتهم حيال أبنائهم وعدم التجاوب مع المدرسة في محاولة جادة لتعديل السلوك.
أما الإرشاد الطلابي فواقعه في مدارسنا لا يخفى، فغاية ما يأمله المرشد الطلابي هو تطبيق اللوائح التعليمية في بقاء الطالب داخل حجرة الدراسة وعدم الإزعاج، فقد اكتفى بما لديه من استبيانات للطلاب في برنامج الحاسوب يقلب صفحاتها بين الفينة والأخرى بعد أن اتخذ وظيفة الإرشاد وسيلة للعجز والتكاسل.
أما قادة المدارس فلديهم من المشكلات ما يعجز الواصف عن وصفه، فهم المسؤولون عن كل شاردة وواردة (معلمين – طلاب – كتبة – حراس- أولياء أمور – مشرفين) فلهم منا التقدير، والوقوف معهم والشد من أزرهم واجب.
ختاماً: المرجو والمأمول من وزارة التعليم عدم التهاون، والنظر لقضية الانضباط المدرسي بعين الاعتبار، وبحث مشكلات الطلاب السلوكية وكذا التعليمية عن كثب، إذ أن ترك المشكلات السلوكية للمعلم لمعالجتها قد يستغرق وقت الحصة على حساب المقرر الدراسي دون أن يظفر في معظم الحالات بسلوك إيجابي متوقع، فسلوكيات بعض الطلبة ليس لها من سبيل لمعالجتها سوى دور الملاحظة والاصلاحيات وليس المدارس الحكومية النظامية.