ظاهرة التنمر والعنف في المدارس
أثبتت العديد من الدراسات المسحية بوجود حالات تنمر وعنف بين طلاب التعليم العام،
وأكد كثير من الطلاب والطالبات تعرضهم للعنف والتنمر سواء كان جسديًا أو لَفْظِيًّا داخل المدارس، بل وصل بعض الحالات للوفاة وبعضها إصابات خطيرة كما شهدنا مؤخرًا
واستشهد في هذا الصدد بالدراسة المسحية المعدة من قِبل برنامج الأمان الأسري الوطني بوزارة الحرس الوطني، وبالتعاون مع وزارة التعليم والتي أعدت عام (2013م) على طلبة المرحلة الثانوية، وأظهرت نتائجها أن نسبة ما يقارب (32,9 %) من الطلاب يتعرضون للعنف والتنمر من الأقران.
لكن ما هي الأسباب وما هي طريقة علاج هذه الظاهرة والوقاية منها؟
هناك أسباب مشتركة بين المدرسة والأسرة وأسلوب التربية الذي يتلقاه الطالب
فالأسرة وأساليب التربية الخاطئة لأبنائها يشكل تأثيرًا قويًا في العدوانية من خلال تغذيتهم لأبنائهم بمفاهيم خاطئة كأخذ حقه بإستخدام اليد والضرب وتلقينه أنه لا يمكن أن يترك حقه وأنه ابن عائلة أو قبيلة معينة، لا أحد يستطيع المساس به إثارة للعنصرية القبلية والتعصب،
ومن خلال الرصد والبحث لدى بعض المدارس في مثل هذه القضايا وعلاجها اكتشفت بعض المدارس أن الأسرة هي من شجعت وغذّت هذا السلوك العدواني لدى أبنائهم، وأيضًا من الأسباب غياب ولي الأمر عن متابعة أبنائه وسلوكهم ومستواهم الدراسي داخل المدارس،
ومن جانب آخر يحدث داخل الأسرة هو طريقة تربية الأبناء والتعامل معهم بعنف وقسوة واستخدام أسلوب الضرب بالتربية وحرمان الأبناء من حقوقهم كل هذه الأسباب تولد العدوانية والغيرة بين أقرانهم من الطلاب داخل المدارس،
وأما دور المدرسة فهناك أسباب أولها انعدام الصلة بين المدرسة والأسرة، وعدم تفعيل مجالس الآباء والأمهات داخل المدارس الذي هو مقرر من وزارة التعليم لأنظمة مدارس التعليم العام
علما أن مجالس الآباء لها دور كبير في متابعة الأبناء والتعرف على سلوكهم وعلاقاتهم مع معلميهم وأقرانهم الطلاب وهذا غال في الأهمية بمعرفة سلوك الأبناء ومستواهم الدراسي. وأيضا هناك دور على المدرسة والموجة الطلابي بالخصوص في توعية الطلاب ومتابعتهم ورصد حالات التنمر اللفظي والجسدي
ومن الأسباب أيضا التي تقع على المدرسة ومنسوبيها وهو ضعف المتابعة والإشراف داخل المدرسة وترك بعض الحصص الدراسية دون معلم أو مراقب مما يتيح فرصة لبعض الطلاب للتفرد بزملائهم وإثارة العنف الجسدي أو اللفظي تجاههم،
ومن الأسباب أيضا التي تقع على المدرسة عدم حل وإنهاء النزاعات والخلاف بين الطلاب في وقتها حتى لا يتطور الأمر وتحدث المشاجرات الكبيرة،
كذلك يجب على المدارس الاستعانة بكاميرات مراقبة داخل وخارج المدرسة وأيضًا داخل الفصول الدراسية وتكون تحت إشراف ومتابعة إدارة المدرسة؛ للحد من السلوكيات العنيفة والمشاجرات
أخيرًا لا يخفى على كل مربٍ ومعلم ورب أسرة الأثر النفسي الذي يقع على الأبناء بسبب التنمر وما يترتب عليه ويؤثر على شخصياتهم ويصيبهم بالخوف والقلق وعدم رغبتهم الذهاب للمدرسة بسبب كثر التنمر
احرصوا على أبنائكم وبناتكم بالتربية الحسنة وتربيتهم على الثقة بالنفس وحسن التصرف في مثل هذه الحالات السلبية.
كتبه / أ. عبداللطيف الحمادي
مستشار تربوي