|

هل حان الوقت لوداع مذيع التلفزيون!!

2018-11-12 12:52:02

التقنية تزحف نحو المقدمة، تزيح في طريقها مقدرات ظلت تشكل إرث الانسان خلال فترات طويلة من التاريخ، وقد شكلت اختراعات القرنين الماضيين 19 و20 ثورة كبرى عاش نتائجها الانسان مزهوا بالجديد.
في عالم الاعلام، تحولت صناعة الوسائل التي تحمل رسائل الإعلام من مسموعة ومقروءة ومرئية تتبدل مع مرور الزمن، فالصحف تحولت في السنوات القريبة من استخدام معدن الرصاص إلى تقنيات متقدمة بدخول الحاسوب والانترنت، وبات موت الصحف الورقية خبر شهري في وسائل الاعلام، حيث بدأت تمتطي موجة الحداثة بالتحول الى صحف الكترونية تيسر على القارئ عناء الذهاب إلى نقاط البيع وشراء الصحيفة.
الراديو أيضا بدأت تتقلص احجامه، وأصبحت خدمته في السيارة وعلى الهاتف النقال وغيرها من المستجدات، وحزمة المحطات يمكن تقليبها بضغطة زر.
التحديث مرً على كل وسائل ولم يترك أياً منها، آخرها كان التلفزيون، حيث حملت الاخبار عن تهديد مباشر سينهي دور المذيع ومقدم البرامج، هذا الخبر الثورة بثته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، متبوعا بفيديو يوضح استخدام الذكاء الاصطناعي باستخدام محاكاة قدرات الانسان الذهنية وهو يقدم نفسه للمشاهدين باللغة الإنجليزية.
إن اختراع التلفزيون يعتبر نتاجا إنسانيا متكاملا، حيث تدرج الاختراع عبر سنوات طويلة بواسطة عدد من المخترعين حتى ظهرت الصورة على الشاشة البلورية بواسطة المهندس الأسكتلندي جون لوجي بيرد – 1888 إلى 1946 الذي يعتبر اول انسان ينقل صورا متحركة للأشياء.
الخبر الصيني يشير إلى أن الوكالة بثت فيديو لأول مذيع افتراضي في تجربة فريدة تدمج التسجيل الصوتي والفيديو في وقت حقيقي مع شخصية افتراضية من خلال تكنولوجيا محاكاة قدرات الانسان الذهنية.
والمذيع الروبوت، ابتكار تقني في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو أول تجربة منجزة لدمج التسجيل الصوتي والفيديو في الوقت الحقيقي مع شخصية افتراضية من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي.
وكما كانت الروبوت “صوفيا” التي نالت كأول انسان آلي الجنسية السعودية مثاراً لاندهاش البشر في تنقيتها الدقيقة، فإن المذيع الصيني “الافتراضي” الذي تم تصميم وجهه من خلال استلهام صور عدد من مذيعي الشبكة الصينية، سيشكل علامة فارقة في العمل الإعلامي التلفزيوني، حيث من المحتمل أن يؤثر على وجود المذيعين ومقدمي خدمات الاخبار والبرامج الأخرى.
لنتخيل البرامج الرياضية تقدمها الروبوتات التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن يحتد النقاش بينهم والبشر يتفرجون على هذا العراك عبر الشاشة الفضية… هو بالطبع خيال حتى الآن ولكن قد يتحقق بفعل التقنية التي لا تعرف حدود.