|

السجين رقم 46664

2018-12-09 12:37:16

يعتبر رمزا لمكافحة التمييز العنصري في العالم , حمل على ظهره تاريخ شعب جنوب إفريقيا، من النضال إلى الحرية , السجين ” رقم 46664 ” الذي قاد وطنا وصافح سجانه وغلّب التسامح على الانتقام واستخدم الشجاعة في قهر الخوف , تأتي الذكري الخامسة لرحيل ” نيلسون مانديلا ” أيقونة أفريقيا المناضلة , والذي رحل في 5 ديسمبر 2013 .
كانت القارّة الإفريقيّة خاضعةً للاستعمارِ، الذي سلبَ من المواطنينَ الأفريقيينَ حقوقهم السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، الأمر الذي أدّى لظهور حركاتٍ تحرريّة في القرن العشرين، التي كانت تضمّ شخصيّاتٍ مناضلة وشجاعة. وإحدى هذه الشخصيّات نيلسون مانديلا، الذي وضعَ بصمةً لا تمحى في تاريخِ البشريّة.
ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو 1918 في مفيزو بجنوب أفريقيا، وكان أوّل رجل قومي ورئيس من العرق الأسود من عام 1994 إلى عام 1999. ساهمت مفاوضاته في أوائل التسعينيات مع رئيس جنوب أفريقيا فريديريك ويليم دي كليرك في إنهاء نظام التمييز العنصري في البلاد، وبدء الانتقال السلمي إلى حكم الأغلبية. ونتيجة لذلك، حصل مانديلا ودي كليرك على جائزة نوبل للسلام عام 1993.
كان هدف نيلسون منديلا محاربة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا عن طريق تنظيم احتجاجات غير عنيفة لكن تم إلقاء القبض عليه بتهمة الاعتداء على بعض المؤسسات الحكومية، وفي عام 1962 تم اتهامه بالتخريب و التآمر على نظام الحكم في ذلك الوقت وبذلك حكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن الشعب الإفريقي وبعد مكوث منديلا 27 سنة داخل السجن متنقلا ما بين جزيرة روبن ايلاند و سجن بولسمور و سجن فيكتور عمل على تنظيم الكثير من الحملات الدولية لتحرير نيلسون مانديلا وبالفعل نجحت تلك الحملات في اخراج منديلا من السجن بعد 27 عاما ، وكان الشعر ونيسه في سجن جزيرة روبن لعقود. من أبرز الشعراء الذين كان يقرأ لهم في سجنه الشاعر ويليام أرنست هينلي، وكان من أبرز تلك القصائد التي كانت تدعم الصمود وعدم الاستسلام وتبث روح التحدي في نفسه.
من أشهر أقواله : ” الرجل الذي يحرم رجلاً آخر من حريته هو سجين الكراهية والتحيز وضيق الأفق” ” أنا لست حرا حقا إذا اخذت حرية شخص آخر المظلوم والظالم على حد سواء قد جردو من إنسانيتهم ” “الاستسلام لليأس هو السبيل إلى الإخفاق والموت المحقق. الحرية لا تعطى على جرعات فالمرء إما أن يكون حراً أو لا يكون حراً ” .
إن أعظم ما فى مسيرة مانديلا تواضعه وإنسانيته وصدقه وهو الذى إذا قال فعل ولابد أن يصدقه الآخرون ، لكنه أبدا ودوما يتذكر أنه بشر، ويكتب مانديلا .. لقد سرت ذلك الطريق الطويل نحو الحرية وحاولت ألا أتعثر، ولكنى اتخذت خطوات خاطئة على الطريق، وقد اكتشفت السر، أنه بعد أن يكمل الإنسان تسلق تل يكتشف أن هناك تلالا أخرى كثيرة عليه تسلقها.