|

الكوميديا العنصرية

الكاتب : الحدث 2022-08-20 09:17:25

إبراهيم علي الفقيه 

قد يبدو الاسم غريبًا ولكن هذا هو واقع بعض الكتاب المفلسين فكريًا قد يستخدم السخرية إلى الأعراق المختلفة في اللون أو الشكل أو الكنة فهذا شيء كوميدياً مسيء و خادش وهذه الظاهرة لا تقتصر فقط على المسرح و التلفزيون و السينما بل اصبحنا نشاهدها عند مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من تقليد لهجات بشكل مسيء و جلب ناس بأحجام مختلفة يجعلونهم كنهم في سيرك مسوخ كما كان يحدث في أوروبا في القرنين الماضيين 
ما يقومون به هو عنصرية قذرة وليست كوميديا الكوميديا التي تضحك شخص وتبكي الآخر مرفوضة .

 

الكوميديا العنصرية في مصر
 
قد تكون أغلب الاستدلالات من السينما المصرية بحيث أنها صاحبة الباع الأكبر بين شقيقاتها العربيات 

نشأتها حفلة أفلام السينما المصرية بالعنصرية والسخرية من لون البشرة، وحصرت أصحاب البشرة السوداء غالبًا في الوظائف المتدنية اجتماعيًا مثل أدوار الخادم أو السائق أو البواب الذي يتكلم بلهجة مضحكة، على غرار شخصية “عثمان عبد الباسط” التي قدمها الممثل علي الكسار في معظم أعماله.

وكان أشهر من أدى دور الخادم أو البواب في السينما المصرية قديمًا الفنان الكوميدي النوبي محمد كامل الشهير بعم كبريت حيث ظهر في عشرات الأعمال السينمائية وانحصرت أدواره في هذه المهن.

واحد من المشاهد الشهيرة التي تسخر من هؤلاء في الأفلام القديمة جاء في فيلم “الآنسة ماما (1950) لصباح ومحمد فوزي، حيث يغازل ثلاثة من الخدم من أصحاب البشرة السوداء واللهجة المضحكة غير المفهومة بطلة العمل ويغنون لها عبارات مثل: “أنا خدام تراب رجليكي"

وعندما يدخل صاحب المنزل إلى المطبخ يختبئون أسفل المنضدة، فلما يراهم يقول متهكما “كده سيبتي الخضار لغاية ما اتحرق وبقى فحم فترد عليه ده خضار؟ ده باذنجان أسود

وحين أراد صناع السينما تقديم عمل يتناول شخصية البواب “البيه البواب” (1987)، أُسندت بطولته إلى النجم الأسمر أحمد زكي

 

صعيدي في الجامعة الأمريكية (1998)

يسخر بطل الفيلم محمد هنيدي من لون بشرة فتاة الليل سمارة وعندما تطفئ الأنوار يقول لها بتطفي النور ليه ما أنت مظلمة خلقة وحين يعلن عن وفاة إحدى السيدات يقول لها الوليه ماتت من وشك الأسود.

وتتوالى السخرية عند ذهاب هنيدي لمنزل سمارة حيث يغني لها أغنية شيكولاتة المليئة بالعبارات العنصرية، لتتحول “إفيهات” هذا الفيلم إلى مرجع للتنمر والتحرش بأصحاب البشرة الداكنة.


أفريكانو (2001)
يسافر بطلا الفيلم أحمد السقا وأحمد عيد إلى جنوب أفريقيا، وأثناء وجودهما في أحد النوادي الليلية يشاهدان مجموعة من أصحاب البشرة السوداء، فيقول عيد ساخرا هي الكهرباء قاطعة جوه ولا إيه

وفي مشهد آخر يقوم المساعد الجنوب أفريقي (طلعت زين) بإيقاظ أحمد عيد، ليقوم مفزوعا قائلا: إحنا هانصطبح بوشك ده كل يوم ولا إيه


جريء (2002)
خلال أحداث الفيلم يذهب أحمد عيد للحصول على دور في فيلم سينمائي، يختاره المخرج ليكون ضمن “العبيد” ويطلب منهم دهانه باللون الأسود، فيرد عيد قائلًا عبيد إيه يا أستاذ أنا طموحي أكبر من كده”. فيأتي رد المخرج الأسمر: ما لهم العبيد؟ مش عاجبك تدهن أسود؟ طب ما أنا أسود أهو فيرد عليه عيد ربنا يزيدك يا أستاذ


المشهد تقريبا في فيلم “سمير وشهير وبهير” (2010)، حين يذهب سمير (أحمد فهمي) إلى موقع تصوير فيلم عنتر بن شداد، وبعد حديث مع أحد المسؤولين عن الفيلم يطلب منه تغيير ملابسه ويشير لأحد مساعديه قائلاً “خذ الأستاذ لبسه وأدهنه أسود وارميه مع العبيد”، وحين يراه أخوه يسأله “سمير أنت اشتغلت سفرجي؟”.

اللي بالي بالك (2003)
يضم الفيلم واحدًا من أسوأ مشاهد العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، حيث يحتضن “اللمبي” (محمد سعد) طفلة صغيرة سوداء يظن أنها ابنته، قائلاً لها “حبيبة بابا اللي مضلمة الدنيا”، وحين تخبره زوجته أنها ليست ابنتهما، يرد ساخرًا “ما أنا قولت كده، أنت بيضة وأنا بيضة إزاي نخلف صباع العجوة ده”.

عيال حبيبة (2005)
مشاهد صادمة كثيرة حواها هذا الفيلم، فحين يثني عيد (حمادة هلال) على رائحة عم نصر (سليمان عيد) الذي دهنه المخرج باللون الأسود رغم أنه داكن البشرة يرد الأخير طبعًا هو يبقى سواد و ريحة وحشة كمان

وفي مشهد آخر يسخر من (رامز جلال) وبيجامة (محمد لطفي) من صور عائلة عم نصر ويقول أحدهم ساخرًا هي الشقة دي اتحرقت قبل كده وحين يغضب منهم يقول له ممس ميبقاش قلبك زي وشك


الحل
اصدار قانون للكوميديا في الوطن العربي وقد حاولت انا الكاتب ابراهيم الفقيه بوضع قانون بشكل مبسط ليساوي بين الجميع في الكوميديا وذلك عبر كتابي 
" نريد أن نضحك "