الطيبة صفة من الصفات البشرية التي وضعها الله في قلوب عبادهِ الطيبين بشكل عفوي وغير مُكتسب .
يُقال في زمنُنا هذا بأن النية الطيبة غباء كما قالوا عن الخُبث ذكاء والإبتسامة في وجوه بعضُنا البعض مصلحة. وأن النقاء الذي في القلوب غباء ولم يعلموا بأنها فطرة ميّز الله بها من أحبهم من خلقه.

فما أجمل الكلمة الطيبة التي تبعثُ دائماً في النفوس الرضى وتزرعُ الحب في داخل الآخرين من حولنا .
والأعظمُ من ذلك أنها صدقة وتوفيق من الله عز وجل كما هي في قوله تعالى :(ألم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرةٍ طيبة أصلُها ثابت وفرعها في السماء .تُؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها .ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )

القلوب مزارع تُزرعُ فيها كلماتنا الحسنة إن لم تُنبِت كلها نبتت بعضها

هُناك روعةً سنعيشها عندما ندخل البياض في وجدانِنا قبل ذاكرتنا حتى لا تُمحى بسهولة كسحبٍ بيضاء نقية تعلو لتمطر علينا كل طيبةٍ ونقاءٍ وصفاء .
تتصف القلوب الطيبة بطبيعتها تحزن لحزن من تُحب وتفرح لفرح من تُحب لا تحمل بداخلها السواد  بغيومه المظلمة ليغطي بياض تلك القلوب ويسرق الإبتسامة التي تُظهرها رغم الآلام -

إن الجمال الحقيقي يولد من أفعالنا وفي اللطف الذي نقدمه لمن حولنا فهما لا يضيعان مادامت تلك المعاني صادقة .

هُناك من الناس جعل تأخير كلمة الحق بحجة أنها لا تُسمع وهذا هو الخطأ الذي يعيشونه الأغلبية ولكن  يجب عليهم معرفة أن كلمة الحق تُقال ولا تُدفن لقوله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن ).

علينا أن نتعلم كيف نعيش بلطف ونحب من حولنا حتى وإن لم يحبونا فاللطف سيولد اللطف مهما كانت تلك  القساوة .
وأن نساهم في رسم السعادة لمن حولنا ونضع الأمل هدفنا الحقيقي 
صحيح قد تألمنا كثيراً وتعبنا كثيراً 
نعيش في مرارة الذكريات وأحزاننا المؤلمة من أشخاص كنا نراهم النور لنا بأحاسيسنا المرهفة ومشاعرنا الرقيقة وقلوبنا الطيبة التي تحمل بين طياتها النوايا الصادقة 
رسموا لنا الصدمات  ونحن جعلنا الطيبة طريقاً لكي يعبرونه لأننا لا نخجل من طيبة قلوبنا فهي ليست ضعفاً وإنما قوة فنحن نُزهر دون أن يُسقينا أحداً .

وأخيراً 
عندما تكون نقياً من الداخل يمنحك الله 
نوراً من حيث لا تعلم 
ويحبك الناس من حيث لا تعلم 
وتأتيك مطالبك من حيث لا تعلم .
  فعلى نياتكم ترزقون.

بقلم الكاتبة / فاطمة الغربي

@Fak454545