|

التعليم”10″ لائحة السلوك والمواظبة!

2019-01-06 11:40:13

لا جديد حول درجات السلوك والمواظبة؛ فجميع الطلاب بدون استثناء تتوشح شهاداتهم نهاية كل عام دراسي بالدرجة الكاملة 100%، إذ يرقب الطلاب الحاليين درجات السلوك والمواظبة لأقرانهم الطلاب الخريجين، فينعدم نحوها الأثر والأهمية، فلا قيمة لها من منظورهم، طالما تساوى الحاضرين بالغائبين ومن سلوكه حسن مع من أساء.
العجيب والغريب في ذات الوقت أن وزارة التعليم تشكو من ازدياد غياب الطلاب مع بداية ونهاية كل فصل دراسي، سيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتحث المدارس وأولياء أمور الطلاب على الانتظام بالحضور، لكنها تغض الطرف عن الدرجة المعطاة للطلاب في المواظبة دون أدنى مساءلة للمدارس حيال تلك الدرجات.
ينظر قادة المدارس لهذا الجانب من منظور مصلحي خاص، فالذي يعنيهم هو إبراز مدارسهم، لكي تنال مراتب عليا في مستوى القياس لدى إدارات التعليم حتى لو لم تملك التميز، وتمنح طلابها الدرجات النهائية في السلوك والمواظبة، دون أدنى تمييز فيما بينهم، لوجود فروق فردية بين الطلاب تتمثل في وجود سلوكيات غير مرغوبة، وعدم انتظام بعض الطلاب بالحضور على الدوام؛ فالدرجة بمثابة المؤشر على الانضباط والجدية وأن الأمور على ما يرام.
أما السلوك؛ فالمعلم هو الأقدر على مراقبة سلوك طلابه، فهو معهم يرى ويسمع لفصل دراسي أو يزيد ما قد يغيب عن إدارة المدرسة، وقد كان الأولى منح المعلم بعضاً من درجات السلوك، ليتشاطر تلك الدرجة مع قائد المدرسة، لضمان منح درجات السلوك للطالب بمصداقية في نهاية العام.
درجة السلوك والمواظبة هي بمثابة تزكية للطالب، لإشعار الجهات التعليمية أو الوظيفية التي سوف يتقدم لها الطالب لاحقاً بهذه السيرة، وأنه كان مثالاً للمجتهد الحريص على طلب العلم، دالَّة على حسن سيرته وسلوكه طيلة حياته الدراسية؛ فإذا ما أردنا لطلابنا الانضباط بالحضور لمدارسهم، والتزام السمت الحسن والخلق النبيل، فما علينا سوى تنفيذ هذه اللائحة بفعالية حتى لا ينطبق علينا قول الشاعر:
كالجيد في البيداء يقتلها الظمأ……والماء فوق ظهورها محمول.