|

٠٠ إشراقة صبح ٍ واكتمال هُدى ٠٠

الكاتب : الحدث 2022-06-30 03:07:07

 

لاح الفجر وبانت أشعة الشمس فخرج الناس يسعون في مناكب الأرض  معلم هيأ أقلامه وكتبه لاستقبال يوم حافل بالعلم مع طلابه، وذاك مهندس قد أعد رسومات مخططه، وذاك فلاح توجه إلى حقله، وتلك أم ٌ تراقب فلذات كبدها وهم يعبرون الشارع متوجهين لصرح التعليم، وأب حمل على اكتافه الأثقال من أجل 
قوت يومه 
 وهكذا هي حركة يوم ٍ من حركات أيام الحياة !!

هنا لا بد من التأمل قليلاً في سير حركة الحياة كل ٌ يسير حسب ما وهبه الله عز وجل من عمل يقتات منه وتقتات معه أسرته فالكل يسعى من أجل الرزق وليس من أجل
 شيئاً آخر !!

حركة دؤبة تساوى فيها الناس مع سائر المخلوقات الحيّة في السعي
 من أجل قوت اليوم ومن أجل إعمار الأرض واستمرار بقاء الحياة !!

كل تلك الحركة الدؤوبة وكل ذلك السعي من المخلوقات الحيّة 
يقابله 
سعي ٌ  آخر في زمن ٍ محدد وفي مكان محدد  وأيام ٍ محددة 
أيام يترك فيها الكُل أعمالهم والبحث عن قوتهم اليومي ويتوجهون لمكان فيه قوت آخر قوت ٌ تسعى له القلوب قبل الأجساد 
قوت ٌ إيماني تجلّت أنواره بإشراقة صبح ٍ انبلج فجره من بين 
جبال ٍ شماء وحجارة ٍ صماء !! 

حركة دؤبة غيّرت مسارها نحو أطهر بقاع الأرض وأشرفها نحو أنوار الهُدى وقدسية المكان وشرف الزمان !! 

حركة غيّرت الألوان وغيّرت المفاهيم وغيّرت المشاعر والأحاسيس غيّرت  اللباس على الأجساد وغيّرت سلوكيات اليوم بأكمله !! 

إشراقة صبح ٍ اكتمل فيه الهُدي غيّر  تاريخ أمة بأسرها

(اليَوم اكْمَلتُ لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) 
كل حقيقة شيء تبتان عند اكتماله واكتمال قوت النفس  هو الهُدى
الهُدى هو قوت القلوب وغذاء الروح والجسد كُل ذلك تتجلى صوره بظهور تلك الجموع البشرية وهي تتوافد إلى بيت الله الحرام  والمسجد النبوي الشريف لتؤدي مناسك الحج والعمرة والزيارة في أطهر بقاع الأرض في مملكتنا الغالية !!
            
       ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠