|

قوة الارادة لتحقيق الانجاز في الادارة

2019-01-12 11:32:11

كلنا يعرف أن الإرادة ليست شيئاً ملموساً يمكن رؤيته وأخذه ليتم دراسته، فهي باختصار قوة داخلية تكمن في نفس الفرد، وتخرج منه عندما يتوفر لديه الرغبة في التغيير نحو الأفضل، فتمنحه الطمأنينة وتخلصه من التوتر والقلق ..
من المؤسف حقاً أن نرى من حولنا الكثير من القيادات الادارية تقتل الارادة والطموح لدى الموظف المغلوب على أمره فلا دورات تدريبية ولا ترقيات وظيفية ولا تكريم يليق بتلك الجهود التي يبذلها الاداري وهو في مكتبه خلف جهاز الحاسوب أو بين تلك الملفات ..
بل للأسف نجد أن غالبية المنجزات لأي ادارة هي من جهود هؤلاء الاداريون الذي يعملون بكل جد واجتهاد ومثابرة ويبذلون الجهد والوقت في سبيل ذلك الانجاز وحينما يأتي التكريم لتلك المنشأة على ذلك المنجز نجد ذلك المدير يظهر من برجه العاجي لابساً ذلك المشلح ليتقدم الصفوف ويتم تكريمه على ذلك الانجاز ، ويبقى ذلك الموظف المجتهد صاحب الجهد والانجاز قابعاً خلف الصفوف لا يجد ما يقوم به غير التصفيق البارد لذلك المدير الذي سرق الجهد والتعب من اجل الفلاشات والتصفيق …
بعيداً عن المصطلحات والتأويلات وما سيكون فأنا هنا لا اثير فتنة او احرض ذلك الموظف المغلوب على امره من ذلك المدير الذي يسرق الجهد ولكن يجب أن يعي ذلك الموظف أن الانتظام في صفوف المغلوب على أمرهم يجعل المرء يعيش طيلة حياته في بؤس وعزلة ونسيان حتى يأتي ذلك اليوم الذي يتقاعد فيه ويذهب الى منزله فلا يذكره احد ، لأنه استسلم لواقع قتل طموحه وإرادته وكان بإمكانه التغيير بقتل ذلك الواقع وتغييره فالمجال متاح لتغيير المكان الى آخر وكان يجب عليه تليين المواقف الصلبة والجامدة بتغييرها دون المساس بجوهر الأمور ، فالتردد في اتخاذ القرار للتغيير عامل تناقض غير محدد المعالم … انه شخصية ذلك الموظف الذي لا يستطيع أن يتخذ قراراً ما يلزمه ويعمل على تنفيذه . فالحياة مواقف … والموقف بحاجة الى شخصية والشخصية ركنها الارادة .
ان الصعود للقمة يحتاج ارادة ويحتاج تخطيط بناء يرتكز على ارادة قوية تبحث عن التميز مبني على اهداف مرسومة يسعى الشخص لتحقيقها بعيداً عن كل ما قد يواجهها من مصاعب او عقبات ، فالشخص صاحب الارادة لن تقف العوائق في طريقه فحتماً سيصل الى قمة الادارة يوماً ما …

عبدالله احمد الأسمري
• تعليم مكة المكرمة – مدرسة ابن سيرين الثانوية