|

*تراجيديا الحب *

الكاتب : الحدث 2022-06-26 07:23:52

 

بقلم  ـ علي الصافي

للمرء في الحياة يومان : يوم له ، ويوم لحبيبته وعندما أتحدث عن الحب ليس بشرط أني عاشق ومغرم ، بل فيلسوف يطارد الفكر الهارب ويحاول تجويده بقيد الكتابة ، هنا من يطرح نفسه للإجابة ، ماهو أعز ما يملك الإنسان؟ 
بالطبع قلبه الذي هو عقله .. كيف ذلك! .
يقول الخالق عز وجل(( ولهم قلوب لا يعقلون بها))
لذلك إذا اتخذ المرء فكرة ، أو هم بموضوع ، ولم يصب يتألم القلب من الخيبة وليس العقل كما نعتقد ، ويميل اتخاذ القرار إلى العاطفة أحيان ، وماهو "قلب" إلا لتقلبه وتقلب المشاعر فيه فمن كان يبعد عنك أصبح قريب منك والعكس كذلك ، يقول صلى الله عليه وسلم :(( قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء))
إذا حكمت قلبك فأنت حاكمه ، وإذا سلمته فأنت أسيره .
وهل يسترخص مقام الحب حتى يُسلّم القلب ويذهب العقل دون مراعاة مقام الطرف الأخر هل يستحق فعلاً المحبة أو لا؟.
أن أغلب من يضيع بذلك بسبب شهوة أو فترة من الوقت للتسلية ويتخذ الحب جسراً للوصول لمبتغاه دون العلم أن الفرق شاسع بين ذلك وبين الحب وهو ما يسمى "بالإعجاب" .


كبار العقول يعلمون أن الحب ماهو إلا : قناعة بحبيب واحترام لبيب ، وصدق وإخلاص ، وصفاء ونقاء ، واهتمام وتفاهم ، وراحة دون مشقة ، وعفوية دون تصنع .
لذيذ القول ، ليّن الجانب ، سمح المحيّا .
لعل أفضل من جمع كل ذلك هو أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصفه في لاميته بقول :
" وأبيض يستسقى الغمام بوجهه .
 ثمال اليتامى عصمة للأراملِ . 
لكن أصبح الأغلب في وقتنا الحالي ينفرون من الحب كما ينفر الغزال من رصاصة الصيّاد ، وكأن الصورة الواضحة للجميع "تراجيديه بحته" لا تحمل في مشاعرها سوى الألم والحسرة والهم!
من حمّل الحب كل هذا الركام من السوء؟
من المسؤول عن ترويع القلوب الآمنه سوى الخونة وعديمي الشرف؟
أصبحت قلوبهم أعز عليهم من الغراب الأبيض والكبريت الأحمر؟
هم الموتورين إذاً ، ليس أنت .
لا تخلق خيالاً تصارعه وتعيش الدارما المأساوية في خيال ، فتضيع قوتك هباء منثور دون أدنى فائدة ، اكتنزها للعقل فهو أولى بدعم قلبك من خيالك .


تعلم أن الحب دون اختيار ، ليس تصنعاً وتعويض بين العلاقات بأسلافها .
وأرسم لوحتك بطريقتك ليس بما يقوله الآخرون ، أو بعلاقات من حولك التي باءت بالفشل ، تفرد بذاتك وتجربتك ودع المأساة لمن يريدها ، لا تجعل علاقتك تراجيديه وتضع قلبك كبش فداء وتغني بطقوسك على ذبحه ، ثم ماذا؟ تأبين! .
وما حل الحب بقلب إلا عمره أو دمره .
كل ذلك يعتمد على من تحب وعلاقتك وقوتك في التأثير والتغيير به .
يقول شاعر العرب الأكبر :
حببت الناس والأجناس 
من شب، ومن شاب
ومن أظلم كالفحم ومن أشرق كالماس .
حببت الناس والأجناس
حب الأرض للفاس أو القفرة للآس 
أو الليل لنبراس .

لذلك أنا أحبكم ، لكن دون مأساة وكبش فداء .