|

العزف على أوتار السترات الصفراء

2019-01-16 11:29:57

اجتاحت فرنسا موجة احتجاجية تسمى، السترات الصفراء، انطلقت تطالب برفع الضرائب المفروضة على مشتقات البترول.
اندلعت الاحتجاجات عنيفة، خصوصا في شارع الشانزليزيه، الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، الأمر الذي خلف خسائر مادية كبيرة، وعاشت عدة مدن فرنسية، لا سيما العاصمة باريس، حالة من الاستنفار بسبب هذه الاحتجاجات، التي شارك فيها الآلاف من المواطنين.
هذه الحركة ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل اندلاعها في الشوارع ببضعة أيام، وأخذت حجماً وأبعاداً دَفعَت السلطات إلى محاولة احتوائها، وقد أضاف المحتجون مطالب اجتماعية في مجال العمل، فهي لم ترتبط فقط بالضرائب على مشتقات البترول، بل امتدت إلى مطالبات برحيل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون من السلطة، وهذا ما وضع هذا الأخير على المِحك، من منظار شعبيته ونجاعة الحلول التي يطرحها.
أثارت حركة «السترات الصفراء»، فوضى كبيرة في البلاد، حيث أقام المتظاهرون حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة، وعند الساحات في مناطق عدة، وشهدت الاحتجاجات أعمال عنف متبادل بين المحتجين والقوات الفرنسية، وشبان يرتدون أقنعة سوداء، يخربون ويهاجمون الشرطة، وتحوّلت شوارع باريس إلى حربٍ ضروس لا يأمن خلالها المارة من النيران العشوائية وغدر المحتجين.
من يعزف على أوتار السترات الصفراء، فالاحتجاجات تشابهت مع ثورات الربيع العربي في مكنونها، وبعد أن دخل تنظيم «داعش» الإرهابي على خط المظاهرات وفق ما ذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، فإن مجموعتين تابعتين لتنظيم داعش المتشدد نشرتا ملصقات تحرض فيها «الذئاب المنفردة» على استغلال احتجاجات (السترات الصفراء) وتنفيذ هجمات ضد المدنيين، وجاء في إحدى الملصقات عبارة (يا أيتها الذئاب المنفردة، استغلوا الاحتجاجات.. في فرنسا).
وقد يكون الإخوان مشتركين في مظاهرات فرنسا، فطريقة إدارة المظاهرات قد تنم على وقوف الجماعة خلفها، حيث يظهر أسلوبهم وأفكارهم، فهناك جزائريون وتوانسة ومغاربة من المنتمين للإخوان يسكنون عشوائيات فرنسا، وهم مشاركون في أحداث باريس العنيفة.
هناك رأي يقول إن الولايات المتحدة الأميركية وراء ما يحدث، ردًا على إعلان ماكرون عن رغبته في تكوين جيش أوروبي موحد لمواجهة حزب الأطلنطي، بعد تصريح ترمب الذي قال فيه (على أوروبا أن تدفع لنا ثمن حمايتنا لها).
الكل يعزف على أوتار هذه المظاهرات على طريقته وأسلوبه ووفق مصالحه.