|
الكاتب : الحدث 2022-06-16 08:33:20

بقلم : علي الصافي 

الضغث : ما اختلط من العشب الأخضر باليابس .
نسمع "بأضغاث أحلام" وهي الأحلام التي لا يمكن تفسيرها لتداخلها وكثرة تفاصيلها وعدم أرتباطها ببعضها البعض ، ولكن ما أراه اليوم في حياتنا استطيع أن أُطلق عليه " أضغاث واقع" لعدم الترابط والتفاهم بيننا وبين الحياة ، الحياة اليوم مؤلمة ، أشبه بمن يسحب شاش ملتصق بجرح ما زال طري ، كنا صغاراً نرتضي الإعتذار شيمة منا وكرم فالنفس يعلو هامة كل شهم ، واليوم يقال " الشيمة عند الكرام الإعتذار" ولكن ليس له في قاموسنا معنى أو ارتضاء ، اختلفت المعاني ، وتغيرت الأفكار ، وتوسعت المدارك ، واتسخت العقول وجِهلت .
نتجاذب طرفيّ الحبال مع الحياة كالقراصنة المترنحين على أطراف السفينة يغنوا للبحر كي يهدأ ، فما أغنيتنا للحياة كي تهدأ؟
لا نجيد الغناء ، ليس صوتاً أو شجناً ، بل أحساساً وشعور ، هنا نفقد أنفسنا ، موت الضمير والشعور وكما يقول الشاعر :
" اليتم يتم الأدب والموت موت الضمير
والحب حب المعالي باختلافاتها "
الرابط بيننا وبين أحلامنا شغف التحقيق ، ولكن هناك شيء ما يحوّل الأمور عن مجراها ، لا أعلم ماهو بالضبط كل ما أعرفه أن الحلم الذي كاد يتحقق أصبحنا نتذكره اليوم ونردد :
" آه يا حلمي ويا صعب الوصول 
لذتي تحقيق الأحلام غير الممكنة "

التمسك بالحلم والعيش في الخيال البعيد يعطي صورة مريحة للشخص تنسيه أمور الحياة الخارجة عن إرادته ، حيث أنه يستطيع فالخيال أن يصنع عالم هو من يتحكم فيه ويشعر بفرد عضلاته وسلطته على حلمه الذي بات غير قريب ، بعكس واقعه الذي يكبل يديه ويجعله تحت حكم القدر مباشرة دون اعطاءه فرصة للمحاولة ، مازال حلمي صعب الوصول ، وبعيد المنال لكني ؛ قريب منه .