|

صراع الحرية- 2

الكاتب : الحدث 2022-06-16 08:27:12

 لم نوفق في تخطي سني التحضر والتغيير ورفع مستوى جودة الحياة، بلا دفع ثمن باهظ والتضحية بقيم ومبادئ، بذل في تعزيزها الدماء والغالي والنفيس، ولم نسلم من فقدان فئة من الشباب والفتيات، الذين كانوا ضحايا الفترة الانتقالية، واي فترة انتقالية لابد أن يكون لها عدد من الضحايا، وهي عادة ما تكون من فئة الشباب والمراهقين وأشباههم من محبي الاندفاع والمغامرات، هم من فهم أن الحرية انفلات وتفلت.
 لا ينبغي علينا الوقوف ضدهم ولا إدانتهم، ولا الوقوف ضد هذه العاصفة التي عصفت بنا وبهم على السواء، لكنهم كانوا هم الأسبق في السقوط، يجب علينا مساعدتهم بطريقة لا تثير تحفظهم واستثارة عنادهم، ولكن بطريقة المسايرة وليس بطريقة العناد والمكابرة، حتى في اختيار الطريقة والوقت الأمثل للتوضيح وتبيان المخاطر، وما قد تجره بعض التصرفات من أخطاء وانتهاك لحريات الآخرين، (اللعب على وتر الحرية التي فهموها بالخطأ وتجرءوا على تخطي حدودها)، وإيصال فكرة أن التجاوز على الدين والقيم وأعراف المجتمع وعاداته وتقاليده ليست من الحرية في شيء، بل إن غالبية الناس (على الأقل الآن) يصفونها بنوع من الهمجية وبخاصة إذا كانت أمام الملأ وبمجاهرة، وبدون مواربة، من مبدأ القول المأثور (إذا بليتم فاستتروا).
 من حق أي فرد (الإيمان الحر) الإيمان بلا املاآت، وحصوله على الحرية، والأمن والأمان والاستمتاع بالحياة، لكن ليس من حقه الحصول على كل هذه المزايا والتجاوز على حريات الآخرين وعقائدهم ودينهم وعاداتهم وقيمهم وتقاليدهم، فمن حقهم الحصول على ما حصلت عليه أنت.
 قد يقول قائل إن الخوف على الدين والقيم والأعراف هو ما يؤرقنا ويسبب لنا بعضاً من التوتر والقلق وهذا صحيح (لكننا بالغنا فيه بزيادة)، وأستطيع وبكل ثقة أن أقول؛ لا خوف لان محاربة الدين والقيم بدأت في الغرب من القرن الرابع عشر وحتى اللحظة، ولا زالت ولم يتركها (الدين والقيم) إلا الشواذ والقليل من المغرر بهم والسذج هم الضحايا، ولربما في المقال القادم تغطية لتأكيد ما أدعيه في هذا الجانب.

 عبد الرحمن عون.