|

الصُّحف السُّعوديَّة بِعيون شابّ

الكاتب : الحدث 2022-06-14 01:07:48

 

 في الأيامِ الماضيةِ وفي أحدِ اختباراتِ قبول برنامج الدراسات العليا "الماجستير" وفي تخصصِ الاتصالِ والإعلامِ بالضبط تفاجأتُ بسؤال يقول .. كيفَ ترى منْ وجهةِ نظركَ مستقبلَ الصحافةِ الورقيةِ السعودية ؟! 

كمْ هوَ سؤالٌ عجيبٌ للغاية . . وما بينَ ضحكةِ شفقةٍ على حالِ الصحافةِ الورقية وحتى حال صحفنا الرقميةِ الحاضرةِ الغائبة في ذهنِ المتابعِ ، وبينَ اهتمامٍ كبيرٍ بالسؤالِ بدأتْ بالإجابةِ ، بِأنَ الصحافةَ الورقيةَ انتهتْ كليا منذُ 1990 مرورا بالتسعينيات والتطورِ الإلكترونيِ التكنولوجي الضخمِ وصولاً لسنةِ 2000 عندما بدأتْ الصحفُ تتطورُ إلى أنَ وصلتْ لمستوى أصبحتْ فيهِ الإلكترونيةُ تطغى على الورقيةِ ، وتحللتْ مرارا وتكرارا منذُ 2007 عندما انطلقتْ صحافةَ الموبايل أوْ كما تسمى الصحافةُ الرقمية. 


موضوع ضخم كتبَ عنهُ الكثيرَ منْ رموزِ الصحافةِ والإعلامِ في السعودية والخليج والوطنِ العربي وأعتقدُ وأجزمُ أنهُ حسم ، انتهتْ صحافةَ الورقِ وهذا عهدُ الصحافةِ الإلكترونيةِ ولكنْ ما ذا قدمتْ الصحفُ السعوديةُ الإلكترونيةُ لجمهورها الماضي الحاضر 
وماذا قدمتْ لمسماها العريق ؟..

منْ المؤسفِ جدا في وقتٍ عظيمٍ وتحولَ ضخمٌ في مملكتنا الغالية أنْ نرى صحفنا وتحولاتها الرقميةُ لازالتْ ضعيفةً جدا ولا يوجدُ لها أثرٌ أوْ تأثيرٍ على جمهورها .. وتبقى على ما هيَ عليهِ حتى بعد تحولها الرقميِ بنشرِ المقالاتِ والأخبارِ التي أخذها منها تويترْ بشكلٍ كليٍ وبقيتْ المواقع الأخرى ، وعمل متواضعٍ جدا لا يرقى لمسماها ولا حتى احترافيةِ التحولِ الرقميِ الذي تتبناهُ ، معَ الاحترامِ لها وللقائمينَ عليها 


ولعلي أوضحَ المقصودُ بمثالٍ حيٍ وواقعيٍ
 " صحيفةِ القبسِ الكويتيةِ " صحيفةً عريقةً جدا عمرها يشارفُ الـ50 عاما وأكثرَ . . بينَ الورقِ والتحولِ الرقميِ حافظت على بريقها ببعضِ التحولاتِ التي تلامسُ الوجودَ وتحاكي الواقعَ وتصلُ إلى الجمهور الخارجيِ للمؤسسةِ وتأثرَ بهِ ، ابتداءً ببرنامج حواري صالَ وجالَ في خليجنا وعالمنا العربيِ ألا وهوَ " الصندوقُ الأسود " ويقدمهُ الإعلامي عمارْ تقي في منصةِ القبسِ الرقميةِ وتجاوزِ عددِ مشاهداتِ حلقاتِ البرنامجِ ككلِ الـ90 مليون مشاهد ومتابع ، معَ الحفاظِ على أرشيفها الورقيِ في واجهةِ التطبيق ، بالإضافةِ إلى الأخبار والمقالات وكتبَ رقميةٌ في خطةٍ مميزةٍ ورائعةٍ ، وبقيتْ الإضافات الموجودةُ في كلِ صحيفة !! 


تحول رقمي عظيم، ببرنامجٍ واحدٍ استطاعتْ القبسُ أنْ تحافظَ على بريقها ووجودها ، ناهيكَ عنْ بقيةِ برامج نجومِ الفنِ والغناءِ والتمثيلِ الذي يشكلُ عددا كبير منْ نسبةِ المشاهداتِ في تطبيقِ القبس . . بالإضافةِ إلى ذلكَ الربح الماليِ منْ عوائدِ الاشتراك في التطبيقِ للمشاهدةِ بمبلغٍ بسيطٍ ولكَ عددُ المشاهداتِ ولكَ القيمةُ ولكَ الحسابُ والنتائجُ ..! 


لدينا مؤسساتٌ صحفيةً عريقةً جدا .. تاريخيةً .. عاصرت الكثير منْ القضايا السعودية والعربية والدوليةِ ، نتمنى لوْ نرى هذا التحول في هذهِ المؤسساتِ لكيْ تبقيَ على مسماها وصداها الماضي .. أعتقدُ أنَ التحولَ لصنعِ تطبيقاتٍ لهذهِ الصحفِ خطوةَ لابد منها وضرورةٌ ... 

وإذا وجدَ التطبيقُ لبعضِ الصحفِ فأعتقد أنَ المتابعَ والمشاهدَ لا يريدُ الأخبارَ والمقالاتِ التي تعجُ بها مواقعُ التواصلِ تويترْ ، انستقرامْ ، سنابْ ، والتلفزيونُ والإذاعةُ وغيرها . . يحتاجَ إلى نقلةٍ استثنائيةٍ وأفكارٍ تجذبُ الجمهورَ الداخليَ والخارجيَ للمؤسسةِ وعمل احترافي متقن بأرقى المعداتِ والتقنياتِ في واجهةٍ إلكترونيةٍ احترافيةٍ مميزةٍ وجاذبة ، ولقاءات صحفية مرئية ومسموعة " تلفزيون خاص بالصحيفة" معَ شخصياتٍ جماهيرية لها ثقتها وثقلها التاريخيِ في شتى المجالاتِ بالإضافةِ إلى كلِ ذلكَ ما ذكرتهُ سلفا.

 


✍🏻| بقلم : عبدالله آل حُباب المالكي
Twitter: Almalki_TV7