بقلم  ـ  محمد بن مرضي 

على متن رحلة علمية سائحة في أرض الله الواسعة حملت على متنها نجوماً أضاءت سماوات الإبداع ، وعقولاً هائمة ومتأملة في بديع ماصنعته يد الإنسان ( المخلوق )، توّج العالم وصفق التاريخ لأبطالاً سعوديين متميزين ومبدعين على مستوى هذه المعمورة أعادوا صياغة التميز وكتبوا للعلم والإبتكار وخدمة البشرية فصلاً جديداً .. من هُنا .. لم أستطع ضبط أفكاري وخواطري طويلاً حتى أمسكت بقلمي لأكتب للعالم عن كُنْهِ هذا العنوان أعلاه ، ولأحدثه عن المجتمعات الحيّة والحضارية والمتطورة التي تمدّ المتميزين والموهوبين بالثقة وتؤمن بهم ، وتمنحهم الفرصة لكي يحققوا ذواتهم ، وتوجد الهيئات والبرامج والمشاريع المحفّزة لهم ، سواءً على مستوى المدرسة أو البيت أو الجامعة أو المنظومات العلمية التي تعتني بالعلم والمعرفة في ذلك المجتمع ، فلا يضطر المتميز والموهوب للانتظار حتى يُردّ إلى أرذل العمر لكي يحصل على فرصته ، أو أن يموت كي يحتفي به الناس وتقدّر موهبته ، فكل ماسبق هو مافعلته المملكة العربية السعودية حتى وصول أبطالها الطلاب والطالبات للعالمية واستحلوا الصدارة بجدارة وكفاءة وعلمية عالمية .
ومثل هذا الإنجاز العظيم الذي نفتخر به كسعوديين وكجزء من هذا العالم .. فإنه يدعونا للتأمل في رحلة التميز وخدمة البشرية ، فالأصل في الإنسان أن يعي تماماً بأن الله خلقه وهو مختلف وله بصمته الخاصة وقدراته العقلية شديدة التعقيد التي تقوده إلى الإبداع والتميز في هذا الكون ، فالمبدعون لايبهروننا فقط ولكنهم يمنحوننا الأمل والحياة ، ويجددون الطاقات المكبوته بداخلنا فهم الشموع التي تبدد الظلام ولاتلعنه ، بل إنهم قوس قزح الذي تتلألأ ألوانه عندما يتحد النور مع المطر ، فالنور هو المجتمع الحي الحضاري المتقدم والمطر هم أولائك المتميزون والمبدعون ، إن المجتمعات التي تتعامل مع التميز والإبداع والابتكار كقضية رئيسية ومطلب حيوي وركيزة إزدهار هي المجتمعات التي تزن كل شيء بالمعرفة ، فهم يعتبرونها من بديهيات الحياة ويؤمنون بالتنوع والثراء ، فهو مجتمع يدرك قادته وأفراده أن وجود المتميزين والمبدعين وانتشارهم في مختلف المجالات هو تعضيد لِأُسُسِهِ وتقوية لركائزه الحضارية ومحققاً لرؤيته المستقبلية ، فالمتميزون والمبدعون يمنحون من حولهم الإرادة وقوة العزيمة ، بل ويحملون المجتمع خارج نطاق المعقول ، فالتميز وعدم تكرار النسخ هو ضرورة حتمية لترجمة الرؤى لواقع بعد سنوات من الجهد والبذل والتخطيط ، بل هو مرحلة تاريخية تتزاحم بين سنواتها المستعجلة أرجل أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات الذين يهرولون ناحية المستقبل واستشرافه ، كما أننا نفتخر بتاريخنا الذي صنع حضارة العالم في أحقابٍ مضت ، فالمبدعون هم يعيدون توثيق التاريخ المجيد والحافل بخدمة البشرية كما في تاريخ الطبري ومعجم البلدان وقصة الحضارة تلك الكُتُبٌ التي تحدثنا عن ماضي حضارتنا المتميزة التي صنعت وأسست لمختلف العلوم الحالية وسعيها الحثيث خلف الإرتقاء بالإنسان وصناعة التميز في حياة البشر ، حتى وإن اختلفت الوسائل والمقومات بين العصور السابقة والحالية 

هبطت الرحلة تحمل اثنان وعشرون نجماً والكوكب الدرّي شاخصٌ بينها .. تهانينا لقادتنا وللمملكة وللعالم .