|

نحن أصحاب رسالة 

الكاتب : الحدث 2022-06-01 11:19:43

عبدالرحمن عون.

 نحن رسل السلام، ونحن رسل الأخلاق، ونحن رسل التعامل الحسن، ونحن رسل الإنسانية والمودة والرحمة واللطف . هذا هو الدين الإسلامي  وبهذه المبادئ أنتشر وعم المعمورة وسمع عنه وانتشر ، وسيكون وسيظل على مدى العصور  ، ويعرف هذا ويدركه كل منصف متأمل للتاريخ ، ويود معرفة كيف استطاعت هذه المبادئ من نشر الإسلام.
 وأكثر الناس إن لم يكن جميعهم؛ يعرف أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل وخاتمهم، وقد أرسله الله إلى الناس كافة وإلى الجن.
لم يكن على زمنه صلى الله عليه وسلم؛ وسائل تواصل اجتماعي ولا إعلام ولا مواصلات تبلغ أطراف المعمورة، ورغم ذلك وصلت دعوته الأرجاء بالمسلمين أنفسهم، الذين علمهم القران وتحلوا بأخلاقه، فقوم سلوكهم وبين الله لهم فيه الحلال والحرام والعبادات والتعامل، ولم يترك شيئًا إلا أحصاه وشمله، وتعهد الله بحفظه من التحريف والتزييف إلى يوم الدين.
 والله أوكل مهمة الأنبياء والرسل بعد ذلك لمن أسلم وآمن وصدق؛ وكان قرآناً يمشي على الارض، فعلم به وبُلّغ به من بُلّغ وتجاهله من تجاهل، قال تعالى : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۗ}، وحث القرآن المؤمنين على الدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تكرر ذلك في القرآن في أكثر من موقع، فعلى سبيل المثال لا الحصر قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}.
 وقال تعالى: {  وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وقال تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، وقال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
 وهناك آيات أخرى تتخذ نفس السياق القرآني، وهناك ضوابط للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب الالتزام بها ومنها العلم والمعرفة واللين والحكمة؛ بحيث لا يؤدي الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر إلى ضرر أكبر،  وأن لا يكون في محل خلاف بين العلماء أو بين الأمة. ، واختيار الزمان والمكان المناسبان، وغيرها من الشروط التي يجب الالتزام بها أو بحسب الاستطاعة فإن لم يعرف المؤمن ويعي وينفذ شروط التبليغ والرسالة؛ فيكفي الدعوة للمعروف بالسلوك والنهي عن المنكر لو بالقلب وذلك أضعف الإيمان فقط.
 من هنا ندرك حكمة الله جل وعلا وعدله لكل الأمم وكل الخلق بحفظ القرآن كمصدر تشريع وحفظه من التحريف أو التبديل بحيث لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجعل كل المؤمنين الذين يبلغون رسالة نبيهم هم رسل باقين وسيظل هذا الدين بمشيئة الله إلى يوم الدين ، ومن هنا ندرك الحكمة من الله بأن يكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء والرسل ولكن رسالته تأخذ صفة التواصل والامتداد. 
 وهذا لا يعني التبرير واستغلال بعض الفرق والطوائف والجماعات للإسلام واتخاذه مطية لأهدافهم السياسية بحجة الدعوة ونشر الاسلام، وإضفاء المشروعية لمشاريع دنيوية لأهدافهم، والتي تنتهجها بعض الدول أو بعض الجماعات، ومحاولة جماعات ودول أخرى تشويه الإسلام بتطرفهم.