نكتئب...لأننا بشر
في محطات الحياة ،وفي ظل تقلباتها وصراعاتها التي لا تكاد تنتهي. نواجه بعضها بعزم وإصرار وصبر عظيم،ولكن بين كل تلك المحاولات هناك فجوة كبيرة يصعب القفز من خلالها ،أو أنها ثغرة لم تكن بالحسبان،وربما لم تكن واضحة جلية لنقفز من خلالها ،بصبرنا وعزمنا وإصرارنا..عندها فقط نكون قد وقعنا في ظلمة الإكتئاب الموحش. نصبح فجأة وبدون مقدمات ملموسة لا نهوى الحديث ولا البشر ولا حتى أنفسنا.حفرة عميقة سوادها كظلام الليل في ليلة ليس فيها نجم ولا قمر .نقاوم جاهدين للخروج منها ولكن شيئًا يجذبنا ويبقينا في ذلك القاع،ويفتح علينا جراح رممناها وضمرناها في ليالي خلت.ولا ينتهي كابوس الإكتئاب عند هذا الحد بل يمتد إلى فتح خلافات ونزاعات بين من حولنا وعندها نكون قد خسرنا أصدقاء وإخواناً وربما عملًا يمثل مستقبلًا زاهرًا.
الإكتئاب وحش يقتلنا ثم يلتفت لمن حولنا ويدمر علاقتنا بهم ثم إلى المحيط الأكبر..وكأي مرض في الوجود يبدأ العلاج من المريض نفسه،تمسكه بالحياة والإيمان والرضا بما كتب له .ثم يتيقن بأن وراء كل محطة كدر وحزن وألم رحلة طويلة مليئة بالسعادة والفرح. وأن الإنسان أقوى بكثير كل تعب وصعب في الحياة.
@khlood2025
بقلم / خلود هارون