|
الكاتب : الحدث 2022-05-29 11:02:13

"التسامح"
إن التسامح وإصلاح ذات البين من الأعمال الجليلة ومكارم الأخلاق الأصيلة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع والذي ينعكس عليهم وعلى وطنهم بالسلام والخير والنمو والتطور وذلك حينما تكون القلوب متصالحة ، والمجتمع يفيض بالوعي والمودة والتآخي ، كما أن الشخص الذي يسعى في فض الخصومات وتصفية النفوس والتسامح بين المتخاصمين من أحب الناس عند الله كما يقول الرسول الكريم ( أحب الناس عند الله أنفعهم للناس ) ، و لما في ذلك أيضًا من أجر وثواب عند رب العالمين ، وما فيه من دفع العداوات التي تنتج عن الخصومات بين الفرد والمجتمع ولما يترتب عليها من أضرار نفسية ومادية ومعنوية ، وكي نستطيع إزالة الأحقاد وزرع المحبة والمودة بين الناس ، ومسح كل ما من شأنه أن يزرع العداوة التي يدفع ثمنها الفرد والمجتمع ، لما يترتب عليها من مشاكل وعواقب وخيمة لا يحمد عقباها وقد ذكر التسامح والعفو في آيات وأحاديث كثيرة منها قول الله تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
وقوله تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).
وهنا يحثنا الإسلام على التسامح والعفو عند المقدرة ولو أن كل فرد من أفراد المجتمع حرص على أن يسعى في الإصلاح بين المتخاصمين لما تفاقمت الخصومة حتى تصل إلى جرائم يصعب حلها، ويكون ضحيتها أناس أبرياء لا ناقة ولا جمل لهم فيما حصل، مثلما يحدث في جرائم القتل التي تتكرر بسبب خصومات ربما كانت بسيطة في بداياتها ولم يبادر الآخرون في إصلاح ذات البين فيها ، فيحدث ما لا يحمد عقباه من قتل أو إصابات بالغة وتذهب ضحيتها الأسر والأهالي وتفرق الجماعات وتفكك المجتمعات..
في الختام .. أتمنى من كل شخص لديه القدرة في حل الخلافات والمشاكل والإصلاح أن لا يتأخر ويحتسب الأجر عند الله قبل كل شيء ، حتى ننعم بحياة سعيدة خالية من الأحقاد التي يكون ضررها على الفرد والمجتمع وخيمًا ونحيا حياة كريمة متحابين ومتسامحين في هذا الوطن الكريم .
فهد ال حركان