٠٠ تأملات في ضوء القمر ٠٠
٠٠٠ استراحة المساء ٠٠٠
عُدت من المسجد بعد صلاة العشاء والتراويح وأخذت وسادتي العتيقة مع ذلك الفراش المهترئ ووضعتهما على ذلك الكرسي الذي اكل عليه الدهر وشرب وأسندت ظهري قليلا على عاتقه في لحظة هدوء قبل أن ارتشف فنجان قهوتي المعتاد بعد العودة من المسجد !
لحظة هدوء نظرت فيها إلى ذلك القمر الذى يعوم في الأفق البعيد ويطل بضوءه من بين ثنايا السحب ليعانق أعماق المحيطات وأمواج البحار الزاخرة بمدها وجزرها نحو شواطئها ورمالها الذهبية !
دقائق من الهدوء تأملت فيها القمر كيف يسير وتلك السحب تحجب ضوءه برهة وأخرى وتتلاشى رويدًا ليظهر ذلك القمر في قمة توهجه و بهاءه !
تأملت قمة توهج ذلك القمر حينما تتلاشى السحب ووتتنحى عنه بعيدًا وتأملت ذلك الفتى اليافع حينما تتلاشى عنه الأوهام والأحزان ومصاعب الحياة يكون في قمة توهجه وذلك الغصن في طراوته نضارته وعنفوان رونقه !
دقائق من الهدوء تأملت كيف يسير ذلك القمر في الكون الفسيح مرتقيًا تلك السحب رغم محاصرتها لضوءه بين برهة وأخرى وبين ذلك الفتى اليافع وهو مرتقيًا فوق طموحاته وأحلامه ليصل بآماله إلى ذلك الأفق البعيد من خلال مثابرته واجتهاده في مواجهة معترك الحياة !
دقائق من الهدوء رأيتها دهرًا من السعادة بعيدا عن صخب المكيفات وضوضاء المدينة وحركتها الدؤوبة التي تفقد لذة التأمل في ضوء القمر !
٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠
