|

هم العدو فاحذرهم

الكاتب : الحدث 2022-05-17 12:02:22

من المعلوم بالضرورة أن من اعتنق فكر تنظيم سياسي أو تعاطف مع فكر جماعة حزبية يتحلى بعدد من الصفات ومجموعة من الخصال وكثير من السمات التي تميزه عن سواه وتظل ملازمة له من بعد تجنيده من خلال جماعات النشاط المدرسية والأندية الطلابية الجامعية وخلافها وحتى مماته، وسأسلط الضوء هنا على عددٍ يسير منها وليس جميعها: 

- التلبس بلباس الرجل التقي المتدين في مظهره وسلوكه وحديثه وإجادة تمثيل ذلك، فقد تعلمه وتدرب عليه منذُ نعومة أفكاره، وحتى تكتمل الصورة فقد عمد قادة تلك الجماعات بعد نجاحهم في اختطاف الصحوة على تعليمهم حفظ القرآن الكريم وتجويده حتى يقنعون الناس بتدينهم ومن ثم السيطرة على المنابر والتمكن من التأثير على الناس بما يخدم ويحقق مصالح وأهداف الجماعة، وهذه أكبر وأخطر لعبة لعبتها التنظيمات المتأسلمة على مدى أربعة عقود ونجحت، حيث تمكنوا من خلال التمظهر بالدين في إقناع الناس بفكرهم، ونجحوا في السيطرة والتمكين في عدد من الجهات والأجهزة الحكومية أهمها وزارات التعليم والشؤون الإسلامية والإعلام وغيرها.
- الانتماء للوطن ضعيف ويكاد يكون صفر، فالحزب والجماعة أولًا، وإن كان جسده يعيش على ثرى المملكة وينعم بالأمن والرفاهية إلا أن قلبه مع التنظيم العالمي للجماعة، وكثير من الأذكياء الطموحين يتم استدراجهم ووعدهم بمناصب في الدولة إذا حققوا أهداف الجماعة المرسومة.  
- تجده دومًا يتحدث عن أضغاث أحلام لا توجد سوى في عقله ومخيلته سمعها من قادة حزبه أو جماعته فيجعلها كأنها رؤيا إبراهيم الخليل عليه السلام  ووحي يوحى إليه من الله.
- يسعى جاهدًا على تجنيد أبناء الوطن إلى الانضمام لحزبه عدا أبنائه، ويعمل بكل ما أوتي من قوة وبالخصوص في التعليم العام والجامعي لضم أكبر عدد من أذكى وأميز الطلاب وأبناء وجهاء البلد وكبار رجال الدولة.
- يجمع المال بشتى الطرق ويعمل على إيصاله إلى قادته وشيوخه، ويشجع على بناء المساجد بشرط أن يكون هو الإمام لمزيد من التمكين والدعم للجماعة.
- يعتبر الأغاني وسياقة المرأة للسيارة، وأمور أخرى في بعضها خلاف فقهي أشد حرمة من الشرك بالله لمجرد السيطرة على الناس وعلى النساء على وجه التحديد كمنطلق إلى الهيمنة على المجتمع.
- يصاحب أصحاب المناصب ويتباهى بصحبتهم لاستغلالهم لمساعدته ودعمه لبلوغ أهدافه الحزبية. 
- لا يهتم بالدعوة للإسلام والعقيدة والتوحيد بقدر اهتمامه بمنهج وأيديولوجية وفكر حزبه ونشره. 
- يعلم بالجائعين في بورما وأدغال أفريقيا والشيشان وأفغانستان ولا يعلم عن وضع وظروف جيرانه وزملاءه وأقرب أقاربه.
- إذا بلغ منصب في جهة عمله لا يرقي ولا يقرب منه سوى من كان من حزبه أو ضعيف ليتحكم به، ويحارب ويبعد الآخرين.
- يخرج علينا وأفراد جماعته بهيئة ولبس وذقن معين ويتشكلون ويتلونون فيه لخداع العامة.
- يحب الفرس والترك والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وأفرعه في مختلف الدول، ويظن بأن أولئك سيوصلونه وقادة جماعته إلى السلطة في دولهم.
- جميعهم دون استثناء متقلبون متلونون منافقون وللتقية يمارسون، وبولائهم للتنظيم لا يعترفون ولا يقرون.

وما أوضحته في هذه المقالة قليل من كثير أعلمه علم اليقين عن معتنقين الفكر الحزبي واتباع التنظيمات المتأسلمة من خلال متابعتي ومزاملتي لهم ومماحكتي معهم لعقدين من الزمن، وخلاصة الحديث إن كنتم ما زلتم تشاهدون اليوم مثل هذه الصفات والسلوكيات على وجه التحديد وليس التدين الحقيقي في عدد من أبناء جلدتنا وهذا ما أراه أنا وأعتقده، فالأكيد أن فكر التنظيمات الحزبية ما زال موجود مستتر وينتظر فرصة العودة للتمكن والنهوض من جديد، وحالهم اليوم يدعو للشفقة بعد أن اختطفت عقولهم وركبوا واستغفلوا من قبل مشائخهم، ويكون على ثلاث حالات: ١- قلة بسيطة تراجعت، ٢- شريحة حائرة صامتة تراقب وتنتظر، ٣- أكثرية تراوغ تناور تكذب تنافق وتتلون كالحرباء تحلم بمعجزة لعودة قادتهم وسطوتهم وتحقيق أحلام دولة خلافتهم، ومن وجهة نظري غير المتواضعة أن مجمل ما تم سرده هنا هو واقع وحقيقة لا جدال ولا شك ولا ريبة فيه أذكره بضرس قاطع، هم العدو فاحذرهم، والله من وراء القصد.

المستشار والكاتب:
محمد سعيد آل درمة
@mohammedaldermh