|
الكاتب : الحدث 2022-03-10 08:35:37

الكل يعرف هذا الطائر من فصائل الببغاء الأفريقي رمادي اللون يتميز بحمرة الريش أسفل ذيله القصير ، لديه القدرة على تعلم نطق بعض الكلمات وتقليد الأصوات ويألف من حوله ، يتميز هذا الطائر إذا كان ربيب البيت أن يتعلم مما يدور حوله من الأصوات عند التكرار المستمر وهذا يتطلب من صاحبه أن يقتنيه وهو صغير ليتمكن من تعليمه بشكل جيد ، يمتاز هذا الطائر بقليل من الذكاء وذاكرة صغيرة تمكنه من نطق بعض الكلمات مع مرور الوقت ولا تمكنه أبدا من الإبداع أو التفكير لمحدودية الذكاء وإعتماده على ما يتعلم من مربيه أو من المحيط ببعض الكلمات ، وبالعامية يطلق اسم كاسكو على أي شخص يمتاز بالتقليد الأعمى أو التأثر بشخصية لدرجة التقليد الشديد لمثله الأعلى ومحاولة محاكات  الشخصية في واقعه الحقيقي كون أن الشخصية إفتراضية أو حقيقية .

وجود المثل الأعلى في حياة الشخص مطلب مهم لتكوين صورة مستقبلية لما ينويه في المستقبل وتحديد الوجهة كنوع من المحفزات الذهنية والبدنية ويندرج تحت الأهداف في بعض المهن الإبداعية مع مراعات أن لا تتأثر به كما يتأثر الكاسكو بصاحبه بمعنى لا تسمح لأحد أن ينعتك ب " الكاسكو " بسبب تقليدك الأعمى ، تأثر بمن تحب ليحفز طاقاتك الفنية والعملية والأدبية وأي مجال أنت تحبه في حياتك دون أن يفرض تأثرك به على امكانية استخدام طاقاتك الإبداعية ويكبل قدراتك في قالب كنسخة مكررة منه ، أنت تمتلك نعمة القدرة على التمييز  والتفكير والتحليل وربط الأمور وتفنيدها ورسم خارطتك الخاصة بك ك إنسان وليس كاسكو.

هذا ما لوحظ في الفترة الأخيرة من تأثر بعض النجوم الفنية من الجيل الحالي تأثر الكاسكو بصاحبه فنجده في أغلب أعماله الفنية بنفس قالبه الطبيعي لعدم قدرته على التلون والتنوع أو كنسخة تجريبية من ممثل عملاق مع سوء التقليد له يجعله ممل جدًا في الشاشة أو في السينما ويتخيل لك أنك سبق وأن رأيت هذا المشهد أو طريقة الاداء سابقًا أو أنها تشبه كثيرًا طريقة أحد الفنانين العمالقة كنوع من إختصار الهوية الفنية للجيل الحالي من الفنانين " سرب الكاسكو " وهذا في التحليل الفني يندرج تحت مسمى فقر الأدوات الفنية لدى الممثل وتكرار نفسه في أغلب الأدوار لعدم القدرة على التميز وتنوع الأدوات التي تميزه عن البقية في مجاله الفني ، وهذا لا يقتصر على الممثل فقط بل ويتعدى ذلك الى المخرج والمؤلف والكاتب السيناريو باعتقادهم أنها هوية فنية خاصة بهم ، ومن الوهلة الأولى تجد أن طريقة العمل مماثلة في تطابق كبير لعمل آخر وفي أغلب الأحيان تجد العمل يميل إلى من تأثر به " كاسكو " 

كون أن هذا الممثل الكاسكو يطلب في كثير من الأعمال ليس لتميزه كما يعتقد وإنما هو نسخة مقلدة أقل أجرًا من الأصل مع ضمان تطابق رديئ في الأداء ، ومن يتخذ أسلوب الكاسكو في الفن مع مراعاة أسفل ذيله الأحمر لتميز نوعه يصنع حوله هالة إعلامية وظهور متكرر في الصحف والمجلات واللقاءات التلفزيونية في مشهد للفنان المتميز أشبه بالاعلانات لمنتجات مقلدة رديئة ومكررة تكرار ممل جدًا، لذلك نجد أن أساطير الفن يتميزون دائمًا بأدواتهم الخاصة وصناعة الشخصية التي يقوم بأدائها بشكل خاص به يميزه عن غيره ويجعله في مثابة المربي للكاسكو ولا يسمح أبدا أن يطلق عليه ب الكاسكو كمثل أغلب الفنانين الحاليين من الجيل الجديد .

عزيزي الكاسكو هناك فرق بين التأثر والتقليد والمحاكاة وبين الصناعة والإبداع والتنوع ، تأثرك بالنجم لا يعطيك الحق أبدًا في تكراره كما حدث أن سمعنا أصوات غنائية مشابهة لأصوات فنانين سابقين ولا يملك المقلد هوية فنية فالتقليد أعدم هويته لدرجة عدم قدرته على صناعة الشخصية الخاصة به في الأعمال الفنية ، لون اسفل ذيلك الأحمر يميز نوعك فقط ولكن تبقى ببغاء .

     خلاص عاد لا تصير كاسكو .

عارف البحراني