|

للإعتراض ثقافة يا ساده

2019-03-12 06:08:18

تقوم الدولة مؤخرًا بجهود جبارة لتغيير حياة المواطن السعودي، تم فتح الباب على مصرعيه لجميع النساء الحالمات لتحقيق أهدافهن، رأينا سيدات تقلدن مناصب سياسية و اجتماعية اقتصرت لبرهة من الزمن على الرجال، رأينا أول سفيرة سعودية، الأميرة ريما بنت بندر في أهم دولة في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية. منحت ٢٤٤ سيدة رخصة مزاولة المحاماة و كانت سابقة لم نشهدها في تاريخ المملكة، بفضل الله ثم بفضل ولي عهدنا الأمير الشاب محمد بن سلمان.

تم تعيين المستشار تركي آل الشيخ رئيسًا لهيئة الترفيه، و لم يتوانى لحظة في ابتكار كل ما هو جديد فكرةً و مضمونًا، أتاح الفرصة لجميع شرائح المجتمع بالإستمتاع، عائلةً كانوا أم أفراداً، أصبحنا نحتفل بجميع المناسبات دون قيود بفضل رؤية ولي العهد الذي انتشلنا من عصر الظلام و قادنا بتوجيه خادم الحرمين الشريفين إلى الصف الأول مع الدول الرائدة.

و على الرغم من ذلك مازال البعض يعترض بمنتهى السطحية دون أسباب جذرية، اعترضوا على حفلات هيئة الترفيه بحجة أنها بلاد الحرمين و أغلب من إعترض يلهث خلف تلك الحفلات في دبي و القاهرة، اعترضوا على توظيف بعض السيدات في مناصب سياسية و أغلبهم كانوا يتمنوا ذلك عند مشاهدتهم لبعض السيدات الرائدات في بلدان أخرى أمام شاشات التلفاز، قامت الدنيا في عيد الحب و انتشرت بعض الصور المسيئة بحجة الدين، مع أن أغلب من يحتفل به كان يحتفل بدافع الحب فقط لا غير دون إعتبار لخلفية قصة هذا العيد التي لا تمت للدين بصلة، مؤخرًا اعترضوا على يوم المرأة بحجة أنها قصة لها تاريخ محزن، لا نحتاج لعيد الأم لأن مكانة الأم لا ترتبط بزمن معين، لا نحتاج لعيد العمال لأنها بدعة من الغرب، لا نريد عيداً للأب، لا نريد هذا و لا نريد ذاك.. نحن لا نحتاج لأعياد أخرى نحتفل بها الله يا سلام عالأعذار..!!

صدقاً لم أعد أفهمك يا سعادة المواطن.. ماذا تريد!! متى ستنتهي ثقافة الإعتراض من أجل الإعتراض فقط؟؟ و لماذا نصر على محاربة كل من اختلف معنا فقط لأن له وجهة نظر مخالفة..!! نشجب و نستنكر كل شيء جديد و نسقطه على الدين، و الدين برئ مما نزعم و نرفع شعارات “لا لتقليد الغرب” فقط فيما نراه مناسباً، و في الوقت ذاته نلهث خلف أكبر بيوت الأزياء لنقتني ملابس و ان كانت مخالفة لعاداتنا و تقاليدنا، نشتري أغلى الساعات، يتفاخر البعض بأن حقيبته limeted edition بسعر يوازي ثروة، و في الخارج حدث و لا حرج عن تصرفاته الغير لائقة بكونه عربي و مسلم.. فأين بلاد الحرمين و الدين من هذه التصرفات؟؟

إلى متى سنعترض بلا ثقافة؟؟ أليس هناك مواضيع أهم تشغلنا؟؟ أليس هناك أمورًا من الأولى إصلاحها كالإهتمام بالتعليم و مستقبل الجيل الجديد؟؟ السادة المعترضين يا حبذا لو تعترضوا على معلم لا يراعي أمانة التعليم، ألعاب البلاي ستيشن المليئة بالعنف، أفلام الكرتون التي تعامل أطفالنا كأنه طفل معاق، ما أراه من صيحات الموضة و مساحيق التجميل الصارخة التي تتبعها بعض المراهقات.

و الأدهى و الأمر و الأهم، يا حبذا لو نعترض على ما يقوم به بعض الجهلة من سخافات على مواقع التواصل الإجتماعية، صور غير لائقة، تعليقات مسيئة، سب، قذف غير مبرر، تعدي على خصوصيات الغير و القائمة تطول… أليس من باب أولى أن نصلح من أنفسنا أولاً عوضًا عن إنشغالنا بتقييم الآخرين..!!
في نهاية الأمر لا تزر وازرةً وزر أخرى و لم نكلف بمنح صكوك الغفران لمن نشاء..

د. غادة ناجي طنطاوي