|

الرائحة المفقودة

الكاتب : الحدث 2021-04-15 12:05:07

                 
 ذات يوم كنا نستشق رائحة مختلفة تماما مقارنةً عما نستنشقه اليوم وخصوصاً في الأسواق الشعبية والمحلات التجارية !!!

رائحة عطرة مختلفة يغلب عليها الطابع البدائي والمنتج الأصلي  فبمجرد دخولك للمكان تقابلك تلك الرائحة العطرة المنبعثة من جودة الزمان والمكان !!!

نأخذ مثالاً بسيطاً لذلك .

كانت أماكن التسوق (المحلات التجارية) متقاربة وواجهاتها متقابلة ولا توجد بها أبواب ونوافذ زجاجية أو تهوية صناعية وإنما أبوابها ونوافذها خشبية وتهويتها تنبثق من بين ثنايا أشعة الشمس ومن عبق طبيعة الماضي ولذلك تجد رائحة المتاجر وممراتها ومحيطها دائمًا عطرة !
 
اليوم اغلب الأسواق عبارة عن مجمعات تجارية كبيرة مغلقة لاتدخلها الشمس وتعتمد كلياً على التهوية الصناعية ومحيطها يمتاز بالحرارة المنبثقة من المكيفات المركزية ناهيك حرارة  السيارات التي يرتاد أصحابها تلك المحلات ذهاباً وإياباً !  

عبق الماضي لن يعود ورائحته لن تجدد مهما بلغ البريق اللامع للواجهات التجارية ومهما تضاعفت المنتجات المستوردة من ( شي إن ) أو غيرها .
 
الرائحة المفقودة ذاكرة لعبق الماضي لن تمحوها روائح أنشطة وفعاليات الحاضر .  

    ٠٠ بقلم جبران شراحيلي٠٠