|

دعم لا محدود

الكاتب : الحدث 2022-03-06 12:03:42

بقلم - د..راشد بن محفوظ بن زومة

فيما تعاني معظم الأندية العربية والعالمية من أزمات مالية لا تنتهي بسبب ضعف المردود وغياب الجماهير والمستثمرين في أعقاب جائحة كورونا التي عطلت العالم ما يقارب من العامين، وأثرت بشكل كبير على القطاع الرياضي، تدخل صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثماري للدولة السعودية بكل قوته ليعزز مسيرة رياضة الوطن، ويدعم الأندية الأربعة الكبار "الهلال، الاتحاد، النصر، الأهلي" بعقد ملياري يعتبر الأضخم والأكبر في تاريخها.
8  مليارات ريال على مدار 20 عاماً تضمن الاستمرارية والتفوق للأندية الأربعة التي تمثل المملكة خارجياً في معظم البطولات الاقليمية والعربية والقارية، ويشكل لاعبوها وأبطالها السواد الأعظم لهياكل المنتخبات السعودية في جميع الألعاب، وتستحوذ على القاعدة الجماهيرية الأعرض داخلياً وخليجياً وعربياً، بواقع ملياري ريال لكل ناد خلال فترة العقد الذي وقعته شركة القدية للاستثمار مع الهلال والنصر، وشركة وسط جدة للتطوير مع الاتحاد والأهلي، حيث يحصل كل ناد على 100 مليون ريال سنوياً، الأمر الذي سيؤمن الكثير من احتياجاته ويعزز من نجاحاته، في ظل أنظمة حوكمة وشفافية وإفصاح تطبقها الهيئة العامة للرياضة لضمان الاستثمار الأمثل لهذه الأموال، وعدم العبث بمقدرات الوطن في القطاع الرياضي.
خبراء الرياضة بشكل عام واللعبة الشعبية الأولى كرة القدم على وجه الخصوص، يجمعون على أن مليارات صندوق الاستثمارات العامة ستنعش الأندية الأربعة وتؤمن مصدر دخل ثابت لها، يعزز من مكانتها في قائمة أفضل الأندية في العالم، والمتخصصون في الشأن الإقتصادي لا يختلفون على أهمية وتوقيت هذا الدعم الذي يأتي من شركتين وطنيتين تدركان قيمة وأهمية الرياضة، وتعرف المردود الكبير الذي يمكن أن يعود عليها خلال فترة العقد، مثلما تدركان أهمية نجاح الأندية الأربعة في تمثيل الوطن، وتعزيز أسم المملكة خفاقاً في كل المناسبات العالمية والقارية والعربية.
يمثل العقدان خطوة احترافية رائعة رياضياً واقتصادياً، حيث لم تتدخل الدولة بشكل مباشر في دعم هذه الأندية، بل جاء ذلك من خلال شركات تعرف قيمة المكسب وتحسب خطواتها الاستثمارية وفقا لمبدء الربح والخسارة، فلم يعد خافياً على أحد أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص تستحوذ على أفئدة الجماهير في شتى أنحاء المعمورة، وأن العقود الاستثمارية الأربعة ستكون نقلة تاريخية في مسيرة الرياضة السعودية، كما تمثل خطوة جديدة في رعاية الدولة للرياضة بطريقة احترافية.