|

فقدوا الإنسجام والأمان .. فقتلوا أصدقاءهم ..

الكاتب : الحدث 2022-03-04 07:56:20

 

بقلم - حنان محمد الثويني

تتكرر ت حوادث القتل في المدارس الإبتدائيه والمتوسطه والثانويه على المستوى العربي والغربي لكن النسبة الغربيه والأوربيه كانت أكبر ..

ففي القناطرالخيريةالمصريه 
أُصيب طالب في الصف الثالث الإعدادي على إثر مشاجرة بينه وبين صديقه في الصف الأول الثانوي، أثناء «المُزاح» الذي تحول لمشاجرة، فقام المتهم بطعن المجني عليه بمطواة كانت بحوزته وفر هاربا..

وقام تلميذ بإطلاق النار في مدرسته الثانوية في سانتا بولاية تكساس الأمريكية موقعا عشرة قتلى وعشرة جرحى..

وقتل شاب آخر يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً17 شخصا في ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا بعدة أعيرةٍ ناريه من سلاحه الذي كان يحمله..


وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكيه عن حادثة إطلاق نار حصلت في يوم 14 ديسمبر 2012، تسببت في مقتل 27 ضحية، منهم 20 طفلا وذلك في إطلاق نار قتل جماعي في قرية ساندي هوك التابعة لمدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت الأمريكية والتي نفذها «أدم بيتر لانزا» (من مواليد 22 أبريل 1992) وبعدئذن قام بإطلاق النار على نفسه بعدما قتل 26 ضحية في المدرسة..

وفي مينيسوتا، أعلن مسؤولون عن وقوع إطلاق نار في بلدة ريتشفيلد خارج مينيابوليس ظهرا أسفر عن مقتل طالب وإصابة آخر.

وازدادت حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، مؤخرا، وبلغت في عام (2021)فقط أكثر من 200 حادث إطلاق نار جماعي. 

و أفادت وسائل إعلام كويتية، بينها صحيفة "الراي"، نقلا عن مصادر أمنية، بانتحار طفلة كويتية في الفنطاس (جنوب البلاد)، بعدما تعرضت للتنمر في مدرستها، ووفقا للتحريات الأولية، أقدمت الطفلة -التي تحمل والدتها إحدى الجنسيات الآسيوية- على الانتحار بسبب تعرضها للتنمر من زميلاتها في المدرسة..

وبعض أسباب هذه الحوادث معروفه وتم التعامل معها ، إذ حتّمت بعض الدول الأوربيه والغربيه على المدارس بمنع الطلبه من حمل الأسلحة إلى داخل الحرم التعليمي ، إلا أن بعض الأسباب لمثل هذه الجرائم لا زالت مجهوله..

ومن خلال دراستي لهذه المواضيع أجد أن بعض الأسباب التي تدفع الطالب لحمل هذه الأسلحه هي (الحماية الذاتيه، والقلق،والشعور بعدم الإنتماءالمجتمعي المُحيط بالحارة والحي)

من عادة الأطفال إذا عاشوا في حارة واحده ونشأ بينهم حب وتفاهم وأُلفه يجدون ظِلال هذا الحب وارفه تجمعهم على قلبٍ واحدٍ في المدرسه ويتطور ويمتد معهم إلى كل مرحلةٍ تعليمية ينتقلون إليها ..

ومالا تُدركه الأُسر أن كثرة التنقل بين الأحياء والولايات والعواصم أو البلدان 
ينمي التردد والخوف والقلق والشعور بعدم الإنتماء لدى الطفل،فيجد مُجازفه  وصعوبةٌ مُدمره في خلق ثقةٍ جديده وتكوين صداقات مُفعمة بالحب والثقةِ والإنسجام فيما بينه وبين أطفال الحي والجيران وبين الطلبه والمعلمين الجدد..   
وللمعلوم :
أن الطفل والمراهق الذي تكوّن لديه عُمق إجتماعي متوازن ومتناغم ومُريح  بينه وبين شخصياته العادية والمؤثره 
يشعر بطمئنينه تجعل منه إنساناً متزناً مُتعاوناً ومتحمساً للصداقات والعلاقات الإجتماعية الطبيعيه ومنها التعاملات بينه وبين الحي والمعلمين والطلبه المشاركون له فيه المدرسة والصف ..
 وكلما تغيرت البيئه المجتمعيه أو حدث بها تغيرات وخلل::مثال
(فقد أحد الوالدين،تغير سكان الحي،وإنتقال المعلمين واستبدالهم،وفراق الأصدقاء)
تتأثر بذلك ردات أفعاله وتسوء حالته النفسيه وتهبط معنوياته ويخبو حماسه 
إذ يبذل في ذلك جهداً كبيراً في ترميم تصدعاته الداخليه التي نالت منه جراء هذه الفوضى التي تهدمه كلما شيّد جسوراً قويه مُترابطه ومرصوصه في علاقته مع إبن الجيران أو أصدقاء الحي والمدرسه والمعلمين الذين يفهمونه ..

وتقيس ذلك عزيزي القارىء على نفسك 
حينما تعيش في أحد الأحياء منذ طفولتك وتترعرع بحب وإخاء وأمان بينك وبين جيرانك وأصدقاءك في الحي والمدرسه … وفجأةً يتغير الجيران أو معلم الماده وينتقل إلى مدرسه أخرى ويحُل مكانه مُعلم آخر،ويتسبب لك ذلك بالكثير من الإحباط النفسي والتردد والخوف ويبني حواجز جديده تتطلب منك الكثير من الوقت والتعاملات الحذره كي تجتازها وتضفي في أعماقك 
إما شعور الراحة والإنطلاق المُطلق في العلاقه أو التردد والنفور والرغبة في النأي والإبتعاد.. 

والطفل والصديق والمُعلم الذي تعرفه منذ طفولتك ويعرف أطباعك وأساليبك وفكرك وتعاطيك وعيوبك وتشوهاتك الداخلية والخارجيه ويعذُرك عند الخطأ والزلل ليس كالمتغير بين الحين والحين، إذ أن الجار الجديد والصديق الجديد والمعلم الجديد،قد يتنمر عليك أو على فشلك أو على تشوهاتك ويُعيّرك ببعض أخطاءك فيتنامى في داخلك الحقد والقهر والمقت للبيئة والمجتمع وربما تشعر برغبة في الإنتقام،وهذا مايحدث تماماً مع بعض الطلبه الذين لايتحكمون في إنفعالاتهم ولا يحتسبون لعواقبها أي إحتمال وأذى سيء ..

يجب أن نضع في الحسبان أن الطفل والمراهق في المدرسه لم يُشهر سلاحه في وجه جيرانه الجدد وأصدقاءه في المدرسه ومعلميه إلا بسبب تراكمات كانت نائمه ،وفي لحظة جامحه وغاضبه استيقظت ..

ومما لاشك فيه أن التنقل الكثير والمُتكرر من مكان إلى آخر له تأثير سلبي على الأطفال وهذا يظهر عند بلوغهم سن الرشد،إذ وجِد أن نوبات الإختلال والعنف التي يعاني منها بعض الكبار قد تعود جذورها إلى التنقل من مكان إلى آخر خلال سنوات الطفولة
وثمةالكثير من علماء الإجتماع وعلماء النفس أكدوا أن آداء الأطفال الذين مروا بتنقلات من مكان إلى آخر أسوأ من غيرهم ممن كانت حياتهم اكثر استقرار وثبات في  البيئته..

ففي نوفمبر 2020، دعت "هيومن رايتس ووتش"، في اليوم العالمي ضدّ العنف والتنمر في المدارس، الحكومات حول العالم لتعزيز جهودها عاجلا للحرص على سلامة الطلاب في المدارس وعلى المنصّات الإلكترونية.
وبحسب وكالات "الأمم المتحدة"، يواجه أكثر من 246 مليون طفل سنويا عنفا قائما على الجندر في المدارس أو محيطها، ويتعرّض/تتعرّض طالب/ة من ثلاثة للتنمر والعنف الجسدي..