|

٠٠ صراع الكبار في الغابة الواسعة ٠٠

الكاتب : الحدث 2022-03-04 01:50:57

ذات يوم كنا نشاهد عبر التلفزيون بلونيه الأبيض والأسود  برامج متنوعة وكان من ضمن تلك البرامج برنامج عن الحيوانات المفترسة التي تعيش في الغابات وكيف يكون الصراع بين الأسود والنمور والضباع وكيف تكون الغلبة ونهاية الضعيف !!

كانت مشاهدة التلفزيون تعني لنا الشيء الكثير لكوننا صغار على الحياة ومستمتعين بالمشاهدة وخصوصاً أن التلفزيون حينها كان شيء جديد وغريب وله نكهة غير !!

لم نفكر   أن البشر يكون بينهم صراعات وأنهم أشد شراسة من الحيوانات المفترسة علما ان البشر قد ميزهم الله عز وجل عن الحيوانات بالنطق والعقل !!

سارت بنا الخطا وقادتنا الأيام إلى أن أوصلتنا إلى الغابة الكبيرة التي يتصارع فيها البشر وشاهدنا صراع الأقوياء منهم كما شاهدنا صراع الأقوياء من الحيوانات إبان طفولتنا وأيضًا من خلال التلفزيون ولكن بحلته الجديدة    ذات الألوان الزاهية  والمشاهد القاسية!!

صراع  نتيجته الحتمية علو الأقوياء ونهاية الضعفاء وضياع الفقراء وبداية الشقاء للأجيال الناشئة التي ما أن تتشبث بصعود آخر درجات السُلّم إلا وبدأت بتحطيم السُلَْم كاملاً لكي لا يصعد عليه آخرون!!

 إظهار القوة من الكبار يقابله خوف من الصغار غير أن الصغير غالباً ما من خوفه يسلك طرقات ضيقة ومنعطفات خطرة لايستطيع الكبير اللحاق به وهنا  يبدأ بعدم المتابعة والاكتراث رغم ما يلحق به من عناء وخوار لقواه !!
 
رحى الصراع بين الكبار في الغابة الواسعة يمحوا جمالها ويلوث بيئتها ويحولها من غابة جميلة تحوي الوحوش بشراستها وتحوي الطيور بزغاريدها  وزقزقتها وتحوي البشرية بطيبتها وعنجهيتها وظلمها  إلى أطلال وأشباح يبكي عليها من تغنى بها يومًا ما واستمتع بهدوءها وضجيجها وجمال رونقها ونسيم هوائها !!

صراع الكبار في الغابة الواسعة إرث تتوارثه أجيال
 جيل بعد جيل 
صراع مستمر انفس تزهق جراح تنزف وغبار ثائر وليل مظلم وعناء متتابع يترقب البؤساء ضوء فجر يلوح يحمل خيوط الأمل بين ثنايا أشعة شمس ٍ مشرقة ٍ بحياة غدٍ أجمل !! 

٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠