|

فولوديمير زيلينسكي قبل السياسة

الكاتب : الحدث 2022-03-04 01:43:43

 

ليس من اهتماماتي الكتابة في الحالة السياسية أو التوجيه لها بشكل مباشر أو غير مباشر ولكن شاء القدر أن يكون رئيس جمهورية أوكرانيا الحالي ممثل سابق لذا وجب ذكر هذه الشخصية من الناحية الفنية وأن لا أخرج عن مجالي الفني ككتابة تعريفية فقط لشخصية الرئيس الفنية قبل الرئاسة والحكم ، وسنتعرف على بعض المعلومات العامة عن الرئيس من ناحية تعريفية .

فولوديمير أولكساندروفيتش زيلينسكي ولد عام ١٩٧٨م في ٢٥ يناير ولد في مدينة كريفي ريه ومقيم في اردنيت (كييف) أوكرانيا يهودي الديانة  ،ممثل كوميدي سابق ورجل قانون وكاتب سيناريو وعمل كمذيع أيضًا ومنتج أفلام وخاض مجال الغناء وتقديم البرامج التلفزيونية وكذلك تجربة تقليد الشخصيات بشكل كوميدي ، أنشأ شركة انتاج kvartal 95 لإنتاج الرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية بما في ذلك مسلسل خادم الشعب الكوميدي الذي لعب فيه دور البطولة كرئيس للدولة في سنة ٢٠١٥ م كأول موسم للعمل بعد ذلك انتج في ٢٠١٧ م الموسم الثاني والموسم الثالث في ٢٠١٩م بثة أول حلقة منه في ١٦ نوفمبر من سنة ٢٠١٥م وانطلق العمل في تحقيق نجاح تلو الآخر مما اثرى لدى الرئيس حب الانخراط في السياسة وألهمه العمل التلفزيوني تسجيل أول حزب سياسي باسم خادم الشعب تيمنا باسم المسلسل في عام ٢٠١٩ كرئيس للجمهورية بشكل رسمي .

اذيع المسلسل في عام ٢٠١٥م على القناة الاوكرانية 1+1 ونشرت الحلقات أيضًا في YouTube  وكذلك في Netflix بمحدودية النشر في بعض البلدان لما لاقاه العمل من شعبية ونجاح ، وكأن هذا العمل كان بمثابة نبوءة سياسية من ناحية عرض الأحداث في ذلك الوقت وكانت بمثابة الخيال ونراها اليوم تتحقق الواحدة تلو الأخرى ، لعب فيه " زيلينسكي" شخصية "فاسيل"معلم مادة التاريخ متذمرًا ومعارضًا لنظام الحكم في بلده أوكرانيا وعلى بقية الحكومات بشكل ساخر متطرقًا لحالة الترف التي تعيش فيها بعض السلطات الحاكمة ، مما جعل أحد الطلبة يستغل تلك الفرصة ليقوم بتصويره أثناء حديثه ذاك ويقوم الطالب بنشر الفيديو عى نطاق واسع مما أدى إلى سجن المعلم ، وأثار سجنه ردة فعل جماهيرية مؤيدة بشكل كبير للمعلم وهذا يدل على ان الشعب كان ساخطًا هو الآخر على النظام ، ليجد المعلم نفسه داخل السجن بين نماذج من العارضين وأصحاب الشعارات الرنانة وبين مجرمين متحالفين مع السلطة ، في محاولة لتدبير خطة لاغتياله داخل السجن خلال فترة إستحمامه ويتدخل أحد المسجونين القدامى لإنقاذه فيتحالف معه ليصبح صاحب نفوذ داخل السجن ، ثم يخرج من السجن إلى باب الانتخابات الرئاسية فيرشح المعلم للرئاسة ويحصل على تأييد شعبي ضخم يوصله إلى سدة الحكم بحصيلة أصوات ٦٧٪ من الأصوات الناخبة ، ليجد الرئيس السابق أمام شقته ليبلغه بوزه بالإنتخابات وعليه التوجه إلى قصر الرئاسة محاطًا بنخبة فاسدة من النظام السابق في سعي منها للسيطرة عليه لتحمي مصالحها داخل البلاد وخارجها . فتنطلق الأحداث في سرد لها بقالب كوميدي كما ظهر فاسيل في الإجتماعات بقالب كوميدي ساخر .

وبعد سنتين من طرح المسلسل في التلفزيون حدث الأمر نفسه في الحقيقة قبل إعتلاء سدة الحكم قام بانشاء حزب يحمل اسم المسلسل " خادم الشعب " في ٢٠١٧م واستطاع أن يتدرج حتى وص إلى الانتخابات الرئاسية ليفوز على نظيره ليعتلي الحكم سنة ٢٠١٩م ، لم تتوقف نبوءات المسلسل إلى هذا الحد فحسب إذ أن الأحداث بدأت في التحقق على أرض الواقع ابتداء من وصوله لرئاسة الجمهورية إلى نزوله إلى ارض المعركة كما يذاع الآن في الأخبار وتفقده لبعض المدن التي نزح منها السكان خوفًا من اندلاع حرب طاحنة مع عدوتها روسيا أو من جهة داخلية كالمافيا او الأقليات الحاكمة مثل الأقلية المعروفة ب "الأوليغارشية والبيروقراطيين" التي تهيمن على الحكم قبل أن يصل المعلم إليه وهذا ما تحقق بالفعل على أرض الواقع في مشهد نزوح الأوكرانيين من كييف في حالة رعب من اندلاع حرب مع روسيا حتى قامت الحرب بالفعل واعلنت حالة الطوارئ .

وعلى الرغم أن أحداث المسلسل تم طرحها بقالب كوميدي ساخر لمجريات الأحداث إلا انها تحققت بالفعل على أرض الواقع وكأن السيناريو مكتوب ليتم تمثيله على الحقيقة بمشاهد سينمائية حقيقية والجمهور فيها شعب بأكمله ، ولكن ترى هل ستحقق بقية أحداث المسلسل كواقع نعيشه في الأيام المقبلة وهل سيعود الحكم الى "حكم الأقليات" أو تعود أوكرانيا إلى الإتحاد السوفييتي كسابقة أمرها أم أن تلك الأحداث ليس إلا بناء خاطة جديدة بعد دمار شامل وفناء البشرية بعد الحرب العالمية الثالثة "الحرب النووية" وزعامة العالم كقوى عظمى تحكم بالدمار ؟!