|

زينة الحياة الدنيا

2019-03-18 06:00:20

رن هاتفي لأجد رسالة لحملة إعلانية ، تحمل في طياتها آية قرآنية دائماً ما تتردد في ذهني :.
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
قال الامام القرطبي :.
( المال فيه جمالا ونفعا ،، والبنين قوة ودفعاً ،، فصارا زينة الحياة الدنيا )
الابناء هم فلذات أكبادنا , هم بهجة حياتنا , وبسمة الامل , وريحان القلب , هم نعمة و زينة , وامانة ومسئولية .
لذلك أسوأ احساس يمر علينا عندما نشعر بأننا فشلنا في تربيتهم , او عندما يواجهونا بأنهم غير راضيين عن تربيتنا , ولا عن حياتهم .
مع الاسف اقول ذلك بعد ان سمعت بعض القصص المؤلمة لدي في العيادة , تحدثني احدى الفتيات بأنها تكره امها رغم انها وفرت لها كل احتياجاتها ومتطلباتها من مأكل ومشرب وتعليم ومسكن وتعيش حياة مرفهة , ورغم ذلك هي غير راضية لانها بحاجة الى الحب والعطف وعدم التجريح بالكلام !
واخر يقول : كرهت ابي , انسان طيب , حنون , كريم ,  ولكنه متسلط , من حقي ان اخذ قرارات بعض الامور ولكن لديه كل شيء ممنوع !!!!
في فترة من فترات الحياة يصعب على الام والاب التعامل مع الابناء , فايجلسوا يتسائلوا ويستشيروا عن طريقة المعاملة الجيدة .
التعامل مع الابناء فن لابد من ان  (اتقانه ) والاتقان يستلزم الاحاطة بأهداف التربية ووسائلها . واهداف التربية من وجه نظري هي لمسات حانية نمارسها مع ابنائنا وسنكون اباء وأمهات ناجحين ؟ ومن اهم هذه اللمسات هي الاستماع الى ابنائنا هو أهم وسيلة للإتصال معهم , وهي أسهل وسيلة لامتلاك قلوبهم ,حين نحترم مشاعرهم فإن المحبة والمودة تزداد يوما بعد يوم , اما ان اهملناها فانها بالضرورة ستبعدهم عنا , واذا اكتشفنا مشاعرهم  سنصبح قادرين على السيطرة عليهم ومن ثم سنقوم بتوجيه هذه المشاعر والتعامل معها بحكمة .
ومحاورة ابنائنا سيدفعهم الى التفكير العميق وزيادة الثقة بالنفس ولنتذكر مقولة (حوار ساعة خير من تكرار شهر) .
ومن اهم اللمسات الحانية أيضاً تقدير جهود ابنائنا ,  ان كل شخص يولد وعلى جبهته علامة تقول ” من فضلك اجعلني مهم ” انا لا احتاج لمديح او لمكافاة عظيمة , الرغبة في الشعور بالاهمية تنبعث من داخلنا جميعا , من المهم ان يشعر ابناؤنا أيضاً بتقديرنا لهم ولجهودهم والاهم من ذلك ان لا ننسف افكارهم او نقلل من قيمتهم ومن محاولاتهم .
ولاننسى ان امدادهم  بالأخبار يجعلهم يشعرون بإستقلاليتهم وبناء شخصيتهم , و للنفس طبيعة خاصة في استقبال مايصل اليها من معلومات , كل انسان ينظر الى حياته من خلال افكاره التي يحملها , الابناء يحبون ان يشعروا بإستقلالهم الفكري , ويحبوا ان يخوضوا تجارب الحياة , ولا يحبون من يفرض عليهم تجارب الاخرين , كن انت راوي قصص لا مصدر للاوامر .
وأخيراً يحتاج ابنائنا منا التدريب والارشاد واقصد هنا بالتدريب بنقل تجارب الحياة العملية الى الانسان والتدريب يعتبر ” تجربة حياتية ” لابد ان تجمع كل مظاهر المعاملة الانسانية من اسلوب الحوار وتفهم المشاعر والتحفيز والامداد بالمعلومات , والتدريب لابد ان يحمل كل معاني المشاركة الوجدانية والعملية معا  , اما الارشاد فااقصد به الرفق الذي يجمع ابنائك حولك حبا وودا , فاذا كنت ممن يستفزه الخطا فيعصف به الغضب , فسينفض ابنائك , لا طريق للرفق الا ان يكون المربي مرشداً وليس حاكماً , قدوةٍ وليس ناقداً , جزءٍ من الحل وليس جزءٍ من المشكلة . .

نهاية ..
القيادة الحقيقية للابناء هي قيادة القلوب لا قيادة الابدان
قيادة الرضا لا قيادة الضغط .. قيادة الحب لا قيادة الإرهاب
ولن نحصل على ماافضل ما عند ابنائنا حتى نستميل قلوبهم فيحبونا , فان احبونا اطاعونا
تسالني لماذا ؟
لان العقل لا يسمع حتى القلب يسمع