|

هل غزو أوكرانيا هو طعم لروسيا؟

الكاتب : الحدث 2022-02-26 11:49:07

بقلم : عثمان الأهدل …

من منا لا يتذكر غزو صدام للكويت في أواخر عام ١٩٩٠م، كنتُ في تلك الأيام أعد نفسي لاختبارات الجامعة، وحينها وفي أثناء الاختبار أذكر أنني قلت للدكتور لا أعلم هل سننجو من هذه الحرب المدمرة  ونستمتع بشهاداتنا الجامعية، وهذا كان حال لسان كل من استمع إليَّ في القاعة في تلك اللحظة. لقد أعطى الإعلام الغربي وعلى رأسه قناة الـ CNN، التي معظم مراسليها في اعتقادي يعملون كجواسيس بجانب عملهم الرسمي. بَيدَّ أن الأيام كشفت لنا زيف ما كانوا يدعون، ولولا غباء صدام باستدراجه لغزو الكويت لم حدث ما حدث. 

وما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا هو نفسه ما حدث لغزو الكويت، ومن أجج الحرب بين روسيا وأوكرانيا هو استفزازات أمريكا لروسيا بتزويد أوكرانيا بأسلحة وضمها إلى حلف النيتو إيحاءً لروسيا بمداهمة الخطر الأوروبي لأراضيها، وهدف أمريكا من ذلك هو قطع إمداد خط الغاز الروسي عبر عقوبات تُفرض والاعتماد كليًا على امداد غاز أمريكا.

إلّا أن روسيا بالفعل لديها ترسانة نوويةً مخيفة قد تجر العالم بأسره إلى حرب عالمية ثالثة إن لم يتم إعداد خطة محكمة لتحجيمها، ولتفادي ذلك عمدت حكومة أمريكا أولًا بفرض حصار اقتصادي خانق بدأ مع بداية اليوم الأول للحرب، أولها تعطيل خط امداد الغاز لأوروبا والمار عبر ألمانيا، كما تم تجميد أرصدة حكومة روسيا في جميع بنوك العالم قاطبةً، وكل ذلك من أجل اضعافها داخليًا وتأجيج الوضع بين الحكومة والشعب، لاشغال بوتن وخلط أوراقه السياسية، ومنعه من استخدام ترسانته النووية. 

وفي جانبٍ آخر قررت تركيا منع استخدام مضيق البوسفور كممر للسفن الحربية وهذا يضيق على روسيا من إعادة تموضعها بحريًا ويشل حركتها اقتصاديًا وعسكريًا، وما قامت به تركيا هو حق من حقوقها لا تريد أن تكون أراضيها جزء من الحركة الميدانية للحرب التي لا ناقة لها فيها ولا جمل. وروسيا لا تحبذ دخول تركيا على الخط، لاسيما أن تركيا لديها نظام تعطيل الاتصالات الراداري الذي جعل من عتاد الجيش الروسي من دبابات وصواريخ وطائرات خردة أمام طائرات تركيا المسيرة في حربها في ليبيا. والجدير بالذكر أن رئيس أوكرانيا هو يهودي العقيدة ولا نعلم حتى الآن ما علاقته بالصهيونية العالمية التي تقود في الأساس محور الغرب بمن فيهم أمريكا اقتصاديًا.

وإذا سبرنا أغوار هذه المشكلة القائمة لوجدنا أنها ضمن خطط الصهيونية العالمية لإعادة ترتيب مخطط الدول العظمى، وخاصة أن بوتن أصبح حجر عثر لأمريكا في عدّة مواقع، وأصبح يشكل خطرًا على اقتصاد محور الغرب، وربما قد تمتد خطط أمريكا لتقسيم روسيا إلى دويلات أصغر كما حدث مع الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات، وفي المقابل بوتن يحلم في إعادة امبراطوريته التي سلبها الغرب كما يعتقد.

وكون أن تركيا إحدى دول حلف النيتو وثاني أقوى جيش فيه بعد أمريكا هذا يجعل الغرب مطمئنًا من دحر وتقسيم روسيا، وخصوصا أثبتت التجارب فشل روسيا الذريع أمام تقنيات تركيا المتنامية أثناء حربها في ليبيا. وما يجهله الكثير أن تقنيات الحروب تعتمد بالدرجة الأولى على الإتصالات وإذا تم تشويش اتصالاتها فلن يجدي عتادها العسكري نفعًا بمن فيه ترسانتها النووية، وتركيا تمتلك أفضل جهاز تشويش عالميًا على الإطلاق دون منازع يشل حركة العدو ويجعله عاجزًا من تسير خططه العسكرية.

قد يدرك بوتين ويصبح ذكيًا فيما يتعلق بخطة الغرب ضده، وينسحب تلقائيًا بعد تنصيب حكومة موالية له في أوكرانيا، الأمر الذي سيفشل المخططات الصهيونية، خاصة وأن الرئيس الأمريكي بايدن صرح بأن مصالح الصهيونية فوق كل اعتبار بالنسبة للحكومة الأمريكية، وهذه المنظمة الحقيرة لا تقتات إلّا من دماء وأشلاء العالم.