|

مثنى و ثلاث و رباع

2019-04-02 06:29:43

يقولون مثنى و ثلاث و رباع.. و أنا أقول نعم، كلام سليم لأنه من إله معجز في أحكامه، لكن ما يحصل حالياً من بعض الرجال لا يرضيه تعالى قطعاً، و لا أخص بكلامي هذا الجميع، لكنها مع الأسف الحقيقة المرة !!

تبدأ بالذهاب إلى بعض الدول الشقيقة بغرض إتمام عملٍ ما أو إجازة بريئة تتصاعد إلى علاقة محرمة تنتهي بطفلٍ مسكين يدفع الثمن لكونه ثمرة الخطيئة.. و العجيب في الأمر أن الرجل حينها إما يلوذ بالفرار تاركاً خلفه طفلاً سيكبر دون هوية، أو يشعر بأن من واجبه أن يتزوج أم هذا الطفل، و ليت المأساة تنتهي هنا !! بل تبدأ حال رجوعه لبيته و زوجته و أولاده، ليبدأ حلقات لا تنتهي من مسلسل إسمه “إنت نكدية” !! فجأة تظهر جميع العيوب التي أَلِفَهَا من سنين..!! سبحان الله الذي له في خلقه شؤون !! و لا تقف المهزلة عند هذا الحد، تلك فقط البداية. يتدرج الموضوع ليصل إلى حد الإهانة، و هذه قصة قصيرة تكررت في كثير من البيوت، و غالباً تنتهي بعقد زواج مسيار، متعة أو عرفي و القائمة تطول.

عندما أحل الله هذا الأمر و شَرَّعَه، شُرِعَ لأسباب..حتى ما كان من أمر سيدنا محمد صلوات الله و سلامه عليه، فقد تزوج من ماريا القبطية حتى يؤاخِ بين المسلمين و الأقباط و زينب بنت جحش ليبطل التبني، و كلها أسباب شرعية إنسانية.. أَحَلَّ الله لك أربع نساء بالعلن، و تأتي أنت فتجعله ذنباً و تكره أن يَطَّلِع عليه الناس !! لماذا ؟؟

قد يستمتع البعض منكم بترديد العذر المشهور ” أنا أحافظ على بيتي و أولادي” كلام جميل و سليم و رائع.. لكن المصيبة واقعة لا محالة، أما العذر الآخر الأكثر شيوعاً ” ليس لدي القدرة المادية” الله يسلام !! عذر أقبح من ذنب .. أين كان عقلك المفكر عندما كان قلبك هائماً في الغرام !! إذا مَنَّ الله عليك بأطفالٍ حُرِمت منهم لوقتٍ طويل، أو وهبك إنسانة تتفهم ظروفك و تحتوي ضعفك و تضع النقاط على حروف حياتك الصحيحة، لماذا تنتظر حتى يبلغ الأمر منتهاه فتصبح أمام أمراً واقعاً دون إختيار !! و لماذا تدع فرصة للسعادة تذهب سدىً؟

ما يثير غضبي حقاً هو أن تلك الأعذار لا نسمعها قط إلا إذا ارتبط الموضوع بجنسية بنت بلده و هنا أحتاج تفسيراً و وقفة مع الرجال!! و على صعيدٍ آخر تأتي المرأة و تبدأ بشن حربٍ شنعاء على الزوجة الثانية، بداية من لماذا و كيف و متى وصولاً إلى زرع الكره بين الأشقاء، منتهى القسوة و الأنانية !! و لا غرابة في ذلك فالمرأة بطبعها مخلوق تطغى على حكمه المشاعر و ما تبعها من حب تملك و غيرة، لكن لو علمت ما وراء التعدد من حكم هي المستفيدة منها بالدرجة الأولى لما كان الأمر كذلك !! تقل المسؤولية، تخف الأعباء، يعم على البيت هدوء أكثر و يصبح لديها وقت كافٍ للتوفيق بين أطفالها و زوجها و إعتنائها بأنوثتها.

أعلم أن مقالي هذا سيثير حفيظة الكثير من متابعيني من الرجال الأفاضل لكن تذكروا أنها وجهة نظر شخصية.. السادة الرجال، ما ذكرته سابقاً لا يعم الجميع أبداً، و لا يختص بجنسية معينة، لكن يخص ظاهرة إجتماعية انتشرت في وقتنا الحالي، مع إحترامي لكل متابع حظيت بإهتمامه.. أنا لست ضد الرجل أبداً و لا أنكر حقاً شرعه الله له، أنا مع التعدد لأسبابه المقنعة، لكن لا تطالبونا بأن نكون كأمهات المؤمنين !! فلا يوجد بينكم أحد يشبه محمد إبن عبدالله.

د. غادة ناجي طنطاوي