|

الابتلاء الذي يصيب المؤمن

2019-04-14 06:07:08

 الإبتلاء يصيب المؤمن على قدر إيمانه، فإن كان في إيمانه صلابة زيِد في بلائه، وإن كان في إيمانهِ رقة خُفف في بلائه، حتى ما يتجّلى عنهُ البلاء ، ويذهب إلا وقد حطت خطاياه كلها ، ويمشي على الأرض ليس عليه خطيئة ، البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه ؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة ،  فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البــــلاء؛ قال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[الإنسان: 2,3] ..
فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه، فيهون عليه الأمر ، ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه ..
إن كرب الزمان وفقد الأحبة خطب مؤلم ، وحدث مفجع، وأمر مهول مزعج ، بل هو من أثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان نار تستعر ، وحرقة تضطرم تحترق به الكبد ويُفت به العضد إذ هو الريحانة للفؤاد والزينة بين العباد ؛ إن مما يعزي النفوس عند نزول الشدائد ، ويصرف عنها موجة الألم لفواجعها ونكباتها الأملَ في فرج الله القريب ، والثقة في رحمته وعدله ؛ إذ هو -سبحانه- أرحم الراحمين، ومن رحمته لعباده أنه لا يتابع عليهم الشدائدَ، ولا يكرههم بكثرة النوائب، بل يعقب الشدة بالسعة والرخاء ، والابتلاء بالرحمة وسابغ النعماء، كما قال -عز وجل-: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح:5-6] ، فقد تكرر اليسر بعد العسر مرتين، ولن يغلب عسرٌ يسرين، وحيثما وجد العسر على تنوع ألوانه واختلاف دروبه ، وجد إلى جانبه يسرٌ ينفث الكربة ويجبر القلب ، ويواسي الجراح وينسي الآلام ، ويذهب الأحزان خاصة حين يلجأ المؤمن في شدته وبلائه إلى ربه، ويسأله أن يبدله من بعد شدته رخاءً، ومن مجالب أحزانه وبواعث همه فرجاً ويسراً..

” جعلنا الله وإيِاكم من الصابرين”