|

جزائري أو سوداني …. الوطن أمانة

2019-04-18 05:45:35

تردد في السنوات الاخيرة على مسامعنا عبارة (الشعب يريد) ثورات وحروب وانتفاضات واعتراضات وكل انواع الاعمال التي تؤدي الى الخراب والدمار.

ولكن لم يتحقق للشعب ما يريد ؟؟؟؟؟؟
كذلك لازلنا نسمع عن الربيع العربي ومن منا لا يحب الربيع من منا لا يعشق حلته الجميلة البهية المبهجة لقد ارتبطت كلمة الربيع بالألوان الزاهية الجذابة والازهار العطرة الفواحة .
الربيع العربي ، اعتقدنا للحظة انه اصبح للعرب ربيع غير الربيع الذي عهدناه وربما حالفهم الحظ اخيرا… ولو لمرة.

ولكن سرعان ما شهدنا ربيعا مختلفا لانعرفه ولم نعشه من قبل.
لوحة بشعة تكتسي الوان الدماء ومرصعة بالجثث وانقاض العمار .
اختفى فيها صوت العصافير ليحل محله انين المشردين وزمهرير الرصاص والصواريخ .
المطر الربيعي الرقيق….. لم يغب كذلك فقد رأيناه في دموع الاطفال الأبرياء وكان مصحوبا  بصرخات الرجال كانها برق ينذر بالغضب والانتقام.
تأملت اللوحة القبيحة وتأملت ربما ألمح ولو صفة واحدة من ملامح الربيع فخذلني بصري ورجع لي حزينا باكيا.

أنى لك ان تكون ربيعا يا ربيع العرب وقد ابكيت الرجال.

اسمحولي ان أوجه كلمة وانا لست خبيرة  بالسياسة و لا الامور الدولية فقط لان حال الامة العربية احزنني وأثر في:

حكوماتنا الرشيدة !
يا من يحمل كل فرد فيكي تاريخا نضاليا و مسيرة كفاح أيام الإستعمار من اجل الحفاظ على كرامة شعوبها وعزتها ……
هل يعقل ان تتنكري اليوم الى الشعوب ذاتها وتوجهي السلاح الذي كنتي بالأمس توجهينه للعدوّ باتجاه الشعوب الذين ساندوك في مسيرتك وكانوا ظهرا حصينا لك !
انظري ايتها الحكومات الى من سبقوك من الأمم ……فاين هم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اين الزعماء والجبابرة……….اين العمالقة والاساطير؟؟؟؟؟؟
رحلوا ولم يتركوا سوى ماضي يتصف بما قدموه للبشرية .
ليس عيب ان يكون هناك جسر تواصل بين الحكومات والشعوب من أجل ايصال الرأي الآخر ،ولكن العيب ان يتدخل الاغراب لإنهاء التقاتل بين الاشقاء.
فما سمعنا عن شعوب برزت واعتلت القمة بمعزل عن حكوماتها وولاة امورها
ولا لحكومات ان تكون من غير الشعوب.

ويا شعوبنا الأبية !
يا أمة الامجاد والبطولات يا من كرّمكم المولى بعزة الاسلام ونبيّه الطّاهر الامين .
أيعقل ان نتبع منهجا ليس بمنهجنا! ألم نكن نمجّد كل من اتخذ السلام والتضحية والتسامح سبيلا له وبكيْنا الراحل “نيلسون مانديلا” ! فكيف لنا ان نتّصف بعكس ذلك ونحن أمة السلام .

لقد طفح الكيل وقلنا كلمتنا وسلكنا طريقا لم نكن لنسلكه وانظروا النتيجة,,,,,,
غيّرنا وأُستمع إلينا ونجحنا ،وغيّرنا، ولكننا ابدا لم نحصل على ما نريد عندما سلكنا طرق الخراب والتدمير لأوطاننا وهي مسقط عزّتنا و كرامتنا.

استطعنا ان نتخلص من أفراد ،ولكننا دفعنا الثمن أرواحا بالآلاف .ايتاما ومشردين أرامل وذوي اعاقات ،بنية تحتية مدمّرة دمارا كليا..

فلِما لاننتهج طريقا مختلفا بعد ما فشل طريق العنف والقوة والتخريب ؟
لما لا نحاول ايصال اصواتنا بطرق قد يُطلب منا إيجادها بعيدا عن التعصب والتطرف والإساءة إلى أوطاننا ؟
لما لا نغلق الباب امام كل من يحاول الايقاع بالأمة العربية ،والزّج بها في هُوة الدم ! والدمار..

ولنتوقف عن الاعتقاد بان الدول الغربية بإمكانها ان تنقذنا فما انقذ ابدا ذئبا فريسته…