|

كفانا دراما

2019-05-04 05:35:37

أسبوعٌ يفصلنا عن رمضان، بلغنا الله صيامه و أثابنا على قيامه، و في انتظار ظهور الهلال تدور في زوايا استديوهات القنوات الفضائية حربًا ضروس بسبب زخم مسلسلات و برامج شهر رمضان المبارك، ألف مسلسل و مائة قناة فضائية.

و لن تكون هذه السنة مختلفة عن سنين مضت من قبل، كالعادة، دراما كويتية مفادها بعض الأحفاد يتقاتلون على إدارة شركة جدهم المتوفي ،و لا يخلوا الأمر طبعًا من جملة الشعب الكويتي الشقيق المشهورة “منو ياينا هالحزة”، دراما مصرية تحكي قصة مجرم هارب من الدولة، سيدة حُبست ظلمًا أو قضية مخدرات، و بالطبع سيتكرر مشهد طعام الإفطار الذي لن يأكل منه أحد لأن أحد أفراد الأسرة سيقول ” مقدرش أفطر أصل عندي موعد و مستعجل”، ثم تأتي الدراما السعودية بشعارها المعتاد “يالا عاد أقول بس لا يكثر”

صدقًا لقد ضقت ذرعًا بجميع القصص المستهلكة، و اكتفيت بدراما الحزن، و كم أتمنى أن أشاهد ولو لمرة واحدة مسلسلاً نهايته سعيدة يبعث على التفاؤل و الأمل في ظل ما نشهده من تغيرات اجتماعية و اقتصادية هائلة، و الكارثة الأخرى تأتي بسبب شركات الإنتاج التي لا تتذكر المستهلك سوى في شهر رمضان، و الحقيقة أننا نشاهد ربع مسلسل وسط مائة إعلان في الدقيقة، فواصل إعلانية تستطيع فيها إجراء مكالمات اجتماعية، اجتماع سريع مع بعض الموظفين و قد تستطيع بعض ربات البيوت التفكير فيما ستقوم بطبخه غدًا على الإفطار و لربما يتخللها دعوة لبعض الأهل و الأصدقاء.

أين اختفت برامج العائلة.. مسلسل full house الذي تابعناه لفترة، مسلسل أم خماس الشهير، خالتي قماشة و إلى أمي و أبي مع التحية..؟؟
الرحمة يا شركات الإنتاج.. لم يعد لنا متنفسًا مما تقدموه، دراما حزن، مشاكل، هموم و دموع، لست ضد المسلسلات التي تعالج مشاكلًا إجتماعية البتة على مدار العام، لكن امنحونا حق الفرح و السعادة في هذا الشهر الكريم.. كفانا دراما.