|
الكاتب : الحدث 2022-02-10 02:33:35

 

بقلم - عبدالرحمن عون

 يطول الجدال أحيانا بيني وبين أصدقاء حول المؤامرة، فلم أسطع تغيير قناعاتهم بما آمنوا به وهم كذلك لم يزحزحوا قناعتي قيد أنملة، وكل منا ربما لديه نصف الحقيقة، وفي الوقت الذي أصفوا فيه مع نفسي، أجزم وفق بعض الأدلة ومنها عرفت ، أن المؤامرة من المسلمات والصفات الطبيعية التي لم تكن لدى الإنسان فقط !! لأنها كذلك في الحيوانات، إما لطلب الأمان وحماية بعضها أو لحاجتها للغذاء، حيث تجدها تتآمر على فريسة ما وتحاول صيدها والإيقاع بها.
وحتى بالأدلة من القران وبعد أن استشهدت بابني آدم هابيل وقابيل واقتتالهم، وإخوة يوسف، وقول الله تعالى في سورة الأنفال : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }، وقوله تعالى في سورة القصص: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}.
 ليس شرطاً أن تكن المؤامرة حكرا على الأضداد أو الأعداء، لكنها تحدث كما يقال (في أحسن العائلات)، وفي مناحي كثيرة من الحياة.
ولو فكرت قليلا في نفسك ومن حولك، حتماً ستجد نفسك متآمرا، أو متآمرا عليه !! بخاصة (إن كنت على سجيتك ومُوكل أمرك إلى الله) وهذا قسمك ونصيبك، قد تمنح العذر في تآمرك أن أردت إصلاحا أو رزقا حلالاً شريطة أن يكون فيه خير لك ولا يلحق ضرراً أو أذى بالغير (الآخرين)، وقد تكون مأجورًا على ذلك، وإن كان تآمرك لسوء أو شر فلك وعليك وزره ووزر من عمل به إلى يوم الدين، وسواء كان من فرد ضد ( الغير ) أسرته أو ذويه، أو مجتمع ضد آفة أو ضرر قد يصيبه (حيث هنا يسن القانون) وتكون الاعراف للحماية حيث تقيمها المجتعات أو الدول سواء كان على شكل عرفا او قانوناً. وقد تكون المؤامرة من دول ضد مجتمع أو دول أخرى لفرض سلطة وسيادة أو املاء (أدلجة) أو ثقافة ما، أو للاستيلاء على مقدرات وثروات مجتمع أو دول اخرى، وهناك اسباب استراتيجية أو اقتصادية أخرى، وهذا لن يتم إلا بانتهاك لحريات المجتمعات وامتهان لإنسانية بني البشر، وفرض السيادة والهيمنة، والاستيلاء على المقدرات والثروات، وهذا ما يجعل المؤامرة غير مقبولة مهما كانت تبريراتها.
نظرية المؤامرة التي يكررونها عبارة عن تبرير لفعل المؤامرة ، والايمان بها لدرجة التقاعس عن العمل والدفاع عن المقدرات كمن يؤمن بالعين والسحر لتبرير كلما يلم به ، فلايجوز انكار وجودها ولا يجب الايمان بها بشكل مطلق.