|

الوفاء طبيعة شعب والخيانة تصرف فرد

الكاتب : الحدث 2021-04-11 12:29:22

نشر اليوم عبر وسائل الإعلام المختلفة تنفيذ حكم الإعدام في حق ٣ أفراد من منسوبي القوات المسلحة إرتكبوا جُرم الخيانة العظمىٰ بالتخابر مع العدو ضد وطنهم وأهلهم ومقدساتهم ،وهذه حالات فردية ومحدودة لا تمثل إلا نفسها.

ولو تأملنا في تاريخ القوات المسلحة السعودية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها تحت هذا المسمىٰ لأكثر من تسعين  عاماً لوجدنا أن التاريخ يحكي عن وفاء شعب كامل لوطنه ومليكه ومقدساته ،فالبطولات التي قام بها أبطال القوات المسلحة عند مشاركاتهم بحروب عديدة سطرها التاريخ فكانت مثال للشرف والبطولة والتضحية ، وكانت مصدر فخر الشعب السعودي على مر الأزمان والعصور ، وكانت مضرب مثل بين الدول العربية ببطولات وتضحيات وشجاعة وإقدام الجيش السعودي إبتداءً من حرب عام ١٩٤٨ بفلسطين وحرب سيناء وحرب الأغوار وجميع الحروب العربية ضد المحتل الإسرائلي، حتى أن العدو الإسرائلي كان يهاب المواجهة مع الجيش السعودي في أي جبهة من جبهات القتال وكان يسميهم بجيش محمد .

وكذلك مشاركة القوات المسلحة السعودية في حرب تحرير الكويت بفاعلية وكانت هي الركيزة الأساسية في القطاع الجنوبي لتحرير الكويت وكان لي الشرف بأن أكون أحد ضباط القوات المسلحة المشاركين بهذه الحرب كضابط عمليات وإستطلاع للواء الملك فيصل العاشر وكنت من أول القوات السعودية التي دخلت الكويت عند التحرير وأستشهد عدد ليس بالقليل من زملائنا في سبيل الوطن ، وتنفيذاً لأوامر قادتنا بالدفاع عن حدود الوطن وتحريراً لدولة الكويت الشقيقة ،حتى تحقق التحرير بفضل الله ثم بجهود دول التحالف وأولهم وأهمهم بلدنا العظيم  "المملكة العربية السعودية" . 

وكذلك ماقامت به القوات المسلحة السعودية من حفظ الأمن والأستقرار في دولة البحرين الشقيقة بتدخل قوات درع الجزيرة بالوقت المناسب والحفاظ على وحدة مملكة البحرين الشقيقة وإعادة الأمن والإستقرار لها بحكمة قادتنا وإمتثال قواتنا المسلحة الأبية الوفية لتوجيهات قيادتنا الرشيدة .

ونحن كشعب المملكة العربية السعودية نفتدي ديننا ووطننا ومقدساتنا وقادتنا بالغالي والنفيس، وما منا إلا من فقد إبناً أو أخاً أو صديقاً له ،أستشهد دفاعاً عن وطنه وكلاً منا يفتخر  ويفاخر بأن هؤلاء الشهداء تربطهم علاقة به.

وبتوحيد الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لهذا الكيان العظيم أصبح الشعب السعودي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق إخوة متحابين تحت راية الإسلام "لا إله الا الله محمداً رسول الله" فنجد البيعة تتجدد من القبائل كافة ومن الأفراد والجماعات للقيادة الرشيدة ونجد الشعب مع القيادة على ترابط وتكاتف ووحدةً يداً بيد لم يشهد لها العصر الحديث مثيلا. 

ومنطقة جازان وأهلها مثلها مثل مناطق المملكة المترامية الأطراف تفتخر بأن ضحت بكثير من أبنائها بل بآلآف الشهداء دفاعاً عن الدين والمليك والوطن، وهؤلاء الشرذمة القليلة الثلاثة الذين خانوا أماناتهم لا يمثلون أهالي جازان الأوفياء ،وإنما يمثلون أنفسهم فقط. 

فنجد أن من قبائلهم عشرات الشهداء من حضر الصلاة عليهم وتشييع جنائزهم آلآف المصللين، بينما هؤلاء الثُلة ماتوا ميتتة الجاهلية بعار عليهم بالدنيا وخزي لهم بآخرتهم.

ونحن نقول لقادتنا حفظهم الله وأيدهم بنصره "ياقادتنا إن خان ثلاثة من المخذولين فحن معكم ثلاثون مليون شخص" نفدي وطننا وقادتنا  ومقدساتنا بأرواحنا ومالنا وممتلكاتنا. 

ونحن نجدد العهد لكم ونسير خلفكم أينما وجهتم بنا، وبلدنا منصور بإذن الله بكم وبولائنا لكم، نحن قبيلة المملكة العربية السعودية تحت راية الإسلام" لااله الا الله ،محمدآ رسول الله" وتحت قيادتكم الرشيدة . وكما قال أسلافنا صحابة رسول الله "صل الله عليه وسلم" له "ورضي الله عنهم" " لو خضت بنا برك الغماد لخضناه معك" ونحن نقول لكم ياقادتنا العِظام "نحن معكم ولو خضتم بنا بحور العالم أجمع" .

حفظ الله ووطننا وقادتنا وأدام الأمن والأمان علينا جميعآ.

بقلم ✒️
محمد بن سعيد أبوهتله 
ضابط عمليات وتدريب المنطقة الجنوبية سابقآ.
ومدير مكتب صحيفة الحدث بعسير