|

لا تيأس فإن لك رب رحيم..

2019-06-24 05:23:09

قال تعالى في كتابه الكريم؛ ” إِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”

في كثيرٍ من الأحيان يصيبنا اليأس و نفقد الأمل، تضيق بنا الأرض فنشعر بالحزن تارة، و نرى العالم يدور من حولنا و نحن بلا حراك في منتصف كل شىء تارة أخرى. بعضنا يزعجه الماضي و يخاف منه على مستقبله، و البعض الآخر يفقد إنساناً غالٍ أو يفارق عزيزاً عليه، و هناك من يمضي في طريقه قُدُماً وقد نال منه التعب.

و هنا الشاهد !! فمن يرى بوارق الأمل في كل عسرٍ، يرنو مبتهجاً إلى الآفاق البعيدة، لا تنال من عزيمته سود الليالي ولا تحبطه، لأن عقله عامر بيقينٍ قد سكن قلبه و ثقةً بالله استحوذت على جوانحه. في أيامنا هذه أصبح اليقين و حسن الظن بالله أمراً هاماً في حياة كل منا ليقوى على مجابهة ما تجود به الحياة علينا من شدائد، فلا يأس ولا قنوط، لأن اليأس هو انهيار الأمل، و إذا ما انهار الأمل إحتضرت كل العوامل الإيجابية المحفزة في النفس.

لذا فإن الإنسان المؤمن يعلم أن قدرته جَلَّ و على محيطة و نافذة على كل شىء .. و رحمته تعالى تغمر المكروب بفرجٍ من حيث لا يحتسب، تُغْدِقُ الراحةَ على كل متعبٍ بالهموم مثقل و تأتي بالفرحٍ عاجلاً لكل من أصابه حزنٌ و نَصَب .. لقوله تعالى؛
“يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم”

ختاماً .. وسط زحمة المعاناة أحياناً نقع فريسةً سهلةً لشيطان يأسٍٍ لا يرحم، يجعلنا ننسى أن لنا رب كريم بحال قلوبنا عليم. فقط ارفع رأسك و تبتل له بيقين ، إن أذنبت فَتُبْ، ان اسأت فاستغفر و إن اخطأت فأصلح. وسعت رحمته كل شىء، قضاؤه مفروغ منه و قدره واقع لا يرده الا الدعاء.. لا تقلق من ذاك الباب المسدود، من كل همٍ في قلبك موجود و ارفع رأسك للبارىء المعبود، من ملك بأمره سر الكاف و النون و من بيده مفاتيح الكون و ناجِه بسؤالك..

سلمتك أمري يارب الوجود، يامن تُفتَح بيده مغاليق الأمور .. أَعِنّْيِ يا الله على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك .. و افتح لي أبواب رحمتك .. و احفظ لي أمي، أبي، إخوتي و جميع أحبتي فلا طاقة لي على العيش دونهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أنا و من قال بعدي آمين..

 

د. غادة ناجي طنطاوي