|

المزاح بين التلطف واللوم

2019-08-23 05:01:03

يعد المزاح من أكثر الوسائل الترويحية لكثير من الناس إلا أن له سلبيات يجب على المرء الابتعاد كل البعد عنها، فالناس في مشاربهم ألوان مختلفة وهذه سنة الله في خلقه، فقد يفهم المتلقي لهذا الشئ عكس مايسعى إليه الممارس تماما وبما نتج عنه ضغينة وخصومة وقد يكون من يكثر مزاحه على جده يتصف بالثقل في مجتمعه فيبقى منبوذا فلا يدرك ولو شخصاً جده من هزله ومزاحه فلا يكون رزيناً رصيناً! فيجب على المرء اخذ الحيطة فقد يكون أحدهم متقلب مزاجه ويأتي آخر ليمازحه وقد تأقلم هذا الشخص ويقوم بنفس الطريقة للمتلقي ولكن لا يتقبلها بتاتا،لتفاوت الشخصيات وللمزاح الثقيل أشكال كااستخدام الضرب أو استنقاص الآخر أو المزاح بآلة حادة أو بالتنابز بالألقاب أو ذكر حادثة أليمة جدا مر فيها الشخص المتلقي؛ فبهذا الأسلوب يبتعد الشخص عن المزاح إلى اعتداء قاسي وغير منسي للمتلقي. العجيب أن الشخص صاحب هذا النوع من المزاح لا يمكن أن يتقبل مزاحه ولو بدرجة ١% وقد حثنارسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق وعدم التطاول الناس في حديث عن جابر رضي اللّه عنه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ وأقْرَبِكُمْ مِنّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أحاسِنُكُمْ أخْلاقاً، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إليَّ وأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيامَةِ الثَّرْثارُونَ وَالمُتَشَدّقُونَ وَالمُتَفَيْقِهُونَ، قالوا: يا رسول اللّه قد علمنا الثرثارون والمتشدّقون، فما المتفيقهون؟ قال: المُتَكَبِّرُون” قال الترمذي: هذا حديث حسن
قال: والثرثار: هو الكثير الكلام؛ والمتشدّقُ: مَن يتطاولُ على الناس في الكلام
فلابد للانسان السوي أن يضع حدودا يلتزم بها في مزاحه وإلا انقلب التلطف والفكاهة إلى لوم وأذية.
قيل: (إذا كان المزاح اول الكلام كان آخره الشتم واللكام)