|

فلتتكاتف الجهود لعودة آمنة لطلابنا الصغار

الكاتب : الحدث 2022-01-17 09:18:22

بقلم د. عائشة ذياب المطيري


أكدت منظمة الأمم المتحد للطفولة (اليونيسف) والدراسات الحديثة على أهمية العودة للمدارس في تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية لتكوين شخصية الطفل وبناء القيم وتعزيزها من خلال المعلم مع طلابه والطالب مع زملائه لاسيما في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وبرغم الدور الجبار الذي بذله المعلمون والمعلمات في التدريس من خلال منصة مدرستي في ظل جائحة كورونا؛ إلا أن أطفالنا بحاجة للاندماج والتعلم. وبعد صدور قرار عودة الدراسة حضورياً؛ فما الذي ينبغي علينا كمعلمين وأهالي ومدراء مدارس ومجتمع؟


دور المعلمين تجاه طلبتهم
أصبح دور المعلمين اليوم مضاعف؛ فهم لن يقوموا بالتدريس ومعالجة الفاقد التعليمي فقط؛ بل عليهم رفع معنويات الطلبة، واقناعهم بالإجراءات الوقائية والالتزام بها، من أجل صحتهم، وذلك بأساليب محببة للطفل، فدور المعلمين تجاه طلبتهم يكمن في تهيئة الطلاب والطالبات قبل العودة للمدارس في الأسبوع الأول من بعد الاجازة وحتى خلال الأيام الأولى للعودة حضورياً في المدرسة؛ من خلال بث روح الطمأنينة والايجابية، والترحيب بهم، والتخفيف من القلق المرتبط بجائحة كورونا لدى الطلبة، والعناية بالصحة النفسية السليمة للطلبة؛ لأنها تعد مهمة للتفوق والنجاح حيث أن حالة الطالب المستقرة والمطمئنة هي التي تمنحه القدرة على تحقيق ذاته والوصول لأعلى الدرجات، والعكس صحيح، فنجد أن الحالة النفسية المضطرة والمتخوفة تؤثر بشكل سلبي على التحصيل الدراسي للطالب.
انطلاقاً من هنا؛ وإيماناً بأن عملية تهيئة الطلاب عملية صعبة متداخلة، يجب أن تتكاتف الجهود من قِبل الأهالي والطلاب والمدارس والمجتمع.


دور المدرسة
بسبب انقطاع طلاب المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال عن المدرسة لفترة طويلة بل أن بعضهم ألتحق بالدراسة ولم يرى المدرسة – كأطفال رياض الأطفال وطلاب الصف الأول والثاني الابتدائي- فهم متشوقون للعودة للمدرسة ورؤيتها والالتحاق بها. لذلك يجب على المدارس تفريغ حماس الطلاب بطرق متعددة ومدروسة، مثل؛ إشغالهم بالرسم والأعمال اليدوية أو بمشاهدة أفلام أو ألعاب معينة بدلاً من التقارب بين الطلاب، وأن يكون لديها الخطط والأنظمة التي سوف تستخدم خلال أول يوم دراسي من خلال طرق إدخالهم للصفوف، وتشغيل الأناشيد الترحيبية وتقديم بعض الاهداءات البسيطة، وغيرها من الأساليب المبتكرة التي تركز على التهيئة النفسية.


دور الأهالي
وبما أن معظم الأطفال قد اعادوا على البقاء بالمنزل والراحة، وكذلك النوم لفترات طويل، واللعب. لذلك من الضروري أن يقوم الأهالي بتهيئة هؤلاء الطلاب جيداً للعودة للمدارس، والالتزام بمواعيد معينة للنوم والاستيقاظ، والدراسة والمذاكرة، والاعتماد على النفس، والتعليم مع الزملاء، بالإضافة إلى ضرورة توعية الطالب بطريقة التعامل مع زملاءه للحفاظ على صحته. وعدم مشاركة أدواته، وتحضير وجباته الصحية، وتوعيته بلبس الكمامة، وغسل يديه.