|

عاطلة باطلة

الكاتب : الحدث 2022-01-17 03:28:36

 

نعيش ثورة تغير تكاد عقولنا لا تستوعبها لسرعتها الفذة وتصادمها مع ثقافة سابقة نشئنا عليها لفترة ليست بالقليلة، اليوم سلمنا بأن التغير واقع لامحالة، إلا أن تغير فكرنا مع المستجدات هو الأمر الذي مازلنا نعالجه ليكون أكثر مجاراة للواقع، فتغير وشاح "عدم مجاراة التغير" أصبح ضرورة ملحة لتقدمنا، ما جعلني أخوض مع عقلي تفكير عميق حول ذلك موقف صادفته في إحدى الجلسات الحوارية النسائية، حين سئلت إحدى المتواجدات أخرى لفتت الجميع لاتساع مداركها، ما هو عملك الحالي؟ فردت فورًا "عاطلة باطلة" للأسف، لتجيبها السائلة كيف عاطلة؟!

لا يوجد اليوم شخص عاطل، يوجد شخص مسوف غير مستغل للفرص، فالفرص اليوم لم تعد قاصرة على الوظائف بل ارتبطت بما نملك.

 

الحقيقة أن الموقف استوقفني كثيرًا ، فالفرص أصبحت أكثر تشعبًا، وبكل تأكيد أن الميول الأكبر هو للوظيفة ولكن انتظارها دون تحقيق الذات في جانب آخر أصبح من الأخطاء، ومع تنوع الفرص والمجالات والمشاريع إلا أنني أعتقد أن الفشل الأكبر الذي قد يواجهنا هنا ليس فقط سوء اختيارنا للفرصالمناسبة وفق قدراتنا، بل هناك أمور مهمة تنطلق بنا للأفق وتجنبنا الفشل ، منها دراسة واقع المجتمع واحتياجه، يليه الالتزام وتحدي الصعاب في البدايات، والأهم من ذلك الذكاء التسويقي الذي يجعل لنا اسم بارز.

 

لذلك أصبح الانتظار هنا تسويفًا ووجبت مجاراتنا لواقعنا الحالي، فالزمن طال عشنا على ثقافة انتظار الوظيفة بعد الحصول على الشهادة، وقد يكون لدينا ميول ومواهب تنطلق بنا أبعد من وظيفة روتينية قد لا تكون تحقق لنا أهدافنا المرجوة ولا تتوافق مع ميولنا ورغباتنا، بل أصبح من المهم تبني ثقافة صنع الفرص للجيل القادم.

 

فنحن من نصنع الفرص، ونحن من يحدد هل نكون أو لا نكون، لا نكون بالانتظار والتسويف ونكون بالمحاولة والتجربة وصنع الفرص، وقد يزيد من تلك الفرص سماع تجارب المميزين الذين يدفعوننا لاكتشاف جوانبنا الخفية وخلق فرصنا المناسبة، ولنبتعد عن معالم السلبية في حياتنا التي تقودنا للاستسلام والفشل قبل حتى أن نبدأ، يقول المصور كريس جروسر "الفرص لا تأتي بالصدفة، نحن من نخلق الفرص لأنفسنا" فلنصنع فرصنا ونعانق طموحنا دون ضياع الوقت والسنين بانتظار رسالة "تم توظيفك".

 

بقلم ✍️ فريال الوادعي