|
2019-09-06 04:41:41

“إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نُحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف ”
.. الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله..

في البدء , اهنئكم ونفسي بالعام الهجري الجديد , آماله برؤىٌ متميز نحققها معاً بإذن الله , واهنئُ أمل المستقبل وسواعد الغد طلابنا وطالبتنا ببدء عامهم الدراسي , واهنئ المعلمين والمعلمات الذين حملوا امانة المهنة والكلمة , وبذلوا الوقت والجهد لإعداد جيلاً واعياً سيأخذنا إلى القمة .
لا شك أن التعليم احد الركائز الأساسية لنهضة الأمم وتقدمها في جميع المجالات , ولن تقوم دعائم دولة أُسست على جهلٍ ابداً, لأن مصيرها حتماً الى زوال .
فمنذُ عهد المؤسس الملك عبد العزيز- رحمه الله – اولى اهتماماً بالغاً بنشر العلم , ليقينه التام بما يُحدثه التعليم من رفعةٌ ومكانه .
و اليوم تطرق الشمس ابواب الفصول الدراسية من جديد , لتبدأ مسيرتها التعليمية نحو العلم , تكتملُ المقاعد و تصطفُ اذهان و تتسامق اسماء , وتمتلئَ الأركان بصدى المعرفة .
ففي كل عام يحرصُ أولياء الأمور على تلبية احتياجات ابنائهم وبناتهم من مستلزمات دراسية , لكن ما يتغافلُ عنه البعض اكثر اهمية , وهو اعدادهم نفسياً لهذه المرحلة الجديدة .
فما أن يبدأ عامٌ دراسي حتى تسبقه آلاف الرسائل السلبية ,التي تقتلُ في الطلاب والطالبات روح الاجتهاد وتُضيع عليهم متعة الاستفادة من المواد وما تحويها من معلومات قيمة , بل البعض يمر عليه الفصل الدراسي دون فائدةٍ تذكر , ولا يعلم ماهية المناهج المقررة لديه , هذا و أن اكتمل عددها في حقيبته .
لذلك ينبغي لأولياء الامور اولاً اعدادهم وتهيئتهم , وإذكاء روح المثابرة و التحفيز بالكلمات الإيجابية , وذكر قصص النجاح دون وضع المقارنات ,لأنها قد تخلق العداوة , او تُضعف من شخصية الطالب وتُقلل من اعتزازه بذاته واستقلاليته .
متابعة الآباء للطلاب والتواصل المستمر مع المعلمين , ومعالجة النقص وجوانب القصور في المستوى التعليمي والشخصي , فلا يكفي أن يأتي أسمه متبوعاً باسمك فقط , ليُحقق الانجازات ويكتملُ دورك كأب , بل ما تقدمه من اهتمامٍ وتشجيع وبث روح الحماسة , كفيلٌ بأن يجعلك تفخر بتميزه .
ايضاً الأمهات صانعات المجد , واعلم يقيناً ما يُلقى على عاتقهن من ادوار , ولكن الاهتمام المبالغ بمظهر طفلك و إغفال الناحية الصحية و النظافة الشخصية والصحة النفسية , قد يؤثر جداً على مستوى تحصيله الدراسي وعلى علاقته مع اقرانه .
فالتنشئة الأسرية وما يُغرس بها من قيمٍ ومبادئ وشحذ همم , تنعكسُ حتماً على شخصية الطالب , فالمدرسة لا يوكل لها تمام التربية و المسؤولية الوحيدة , ولكن لها الدور المُساند لما قامت بهِ اللبنة الأولى والأهم , فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته .
ولا يخفى على الجميع ايضاً الدور الفاعل والمهم الذي يقدمه المعلمين و المعلمات , في سبيل احياء فكرٍ , وإرواء بذور المعرفة بشتى صورها , ولكن ينبغي اعتماد الطرق الجديدة في الشرح , والابتعاد عن الطرق التقليدية والروتينية التي تثبط الهمه , وتقتل روح الابداع , وتقللُ من مدى الاستيعاب , فيُصبح ما تم شرحه هباءاً منثور .
فبالنسبة للصفوف الأولية يجب اتباع منهج التعليم باللعب والمشاركة , مع مراعاة ضبط السلوك , وتذكروا أن الأسلوب منهجٌ تعليمي أمر بهِ خير معلمٍ ومربي , وضعوا نصب اعينكم هذهِ الآية الكريمة : ” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ” .

و اكتب الآن بِفخرٍ واعتزاز , لطُلابنا وطالبتنا من تجاوزوا سن الرشد , لن اورد في حديثي لكم الآن ما قد يدعوا للنقد , فأنا اتحدثُ مع عقلٍ واعٍ , وعن الجوانب المضيئة فقط , ولكن ما أود قوله أننا نتطلعُ بكم نحوَ غدٍ أفضل , فمن خلالكم ستنهضُ أمه لا تبتغي إلا مصافحة الانجازات , انتم معول بناء ونماء , ونحنُ نثقُ بكم و بِإمكاناتكم , فأنتم الفئة الغالبة والمحركة لعجلة التنمية وتحقيق كامل الرؤيا.

.
.
ختاماً :
“الفرقُ شاسع بين من علتْ همته وحملَ نبراس العلم , وبين من يحمل الاسفار لا يفقهُ من ثقلها شيء