هي من أقدم الممالك العربية في العراق وفي الجزيرة الفراتية وتحديداً في السهل الشمال الغربي من بلاد الرافدين حيث تمركزت مملكة الحضر في مدينة الحضر إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل . وتبعد عن مدينة آشور القديمة حوالي ٧٠ كيلومتراً. ظهرت مملكة الحضر في منتصف القرن الأول الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام.
عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، كانت هذه المدينة تجارية ومتطورة حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل كما ضربوا النقود على الطريقة اليونانية والرومانية وجمعوا ثروات عظيمة نتيجة لازدهارهم الاقتصادي
ومن اشهر ملوك مملكة الحضر ،، الملك ولجش ( 165 -158 م ) و الملك سنطروق الأول ( 190 -165 م ) وهو أخو الملك ولجش . ولقب ب " ملك العرب " الملك عبد سميا ( 200 -190 م ) وهو ابن سنطروق الأول . الملك سنطروق الثاني ( 241-200 م ) وهو ابن عبد سميا ،، ومن أشهر الأميرات في مملكة الحضر الأميرة" دوشفري "التي خلدت بتمثال رائع لها وهي ابنة الملك ( سنطروق الثاني ) فلقد خلدت هذه الأميرة على أبهى صورة تعكس لنا الجلال والمهابة التي عرفت بها فملابسها تدل على الترف مزوقة باجحار كريمة وموشاة بأزرار من الذهب و اللؤلؤ والحلى النفيسة من أقراط وقلائد تزينها كما وأن تاجها الأسطواني الشكل يدل على مقامها السامي ونفس الشئ ينطبق على تمثال ابنتها سمي بنت دوشفري ونلاحظ هنا أن الابنة انتسبت بالاسم إلى أمها الأميرة وهذا يدل على أهمية مركز المرأة ونجد هناك نصًا كتابيًا يقول أن تمثال دوشفري ، اقامه لها (بن عبد عجيلي بن ستنبل) ، كما وأقام هذا الرجل تمثالاً آخر للأميرة سمي ابنة دوشفري ،،

بقلم 
عالم الاثار ،، زياد الدليمي

zeyad_aldulime