|

ياشين النكران.

الكاتب : الحدث 2021-11-01 08:01:54

ظهر في الأيام المنصرمة جورج قرداحي الإعلامي المشهور والذي بزغ فجره في قناة الـ MBC من خلال برنامج من يكسب المليون بصورة مغايرة عما كنا نتوقعه من أي صحاب مروءة وحافظًا للود. نعم هو إعلامي عمل في إذاعة مونت كارلو لسنوات، ولكن لم يذع صيته إلّا في قناة الـ MBC. وقد حصد هذا الشخص من المكانة بين الأوساط الخليجية قبل الأوساط اللبنانية والعربية مالم يحصده غيره من الاحترام والتقدير بالأموال السعودية. فقد فوجىء محبيه بحجم المكر الذي أتى على مستقبله في قناة الـ MBC. 

وها هو الآن ظهر في الأوساط السياسية في التشكيلة الجديدة للحكومة اللبنانية كوزير للإعلام، ووزير الإعلام يعتبر البوق والمتحدث الرسمي للحكومة بجميع أطيافها بمن فيهم رئاسة الدولة. وما حدث من هذا الشخص لا يعذر الدولة ككل، فقد ولغ في اناءٍ كان ينبغي منه الابتعاد عنه لحساسيته، ولكن فيما يبدو أنه قلبا وقالبًا مع الهلال الشيعي الذي لا يتخير عن عدونا الأساسي المغتصب لأراضينا المقدسة. وتنصل الحكومة اللبنانية من هذا التعدي لا يعفيها عن مسؤولياتها، ولكن فيما يبدو أنه فُرض من الطائفة الشيعية على الحكومة مما يدل على أن إيران قد سيطرت على ثنايا الوضع وقد تصبح لبنان إحدى ولاياتها إذا ما فاق عقلاؤها من سباتهم السرمدي.

وربما لم يجد قرداحي أفضل طريقة للوصول إلى القمة بعد أن وصل إلى أقصى شهرته ليعتلي سدة الحكم غير حزب الله، وبما أنه من الطائفة المسيحية فهذا يؤهله أن يعتلي كرسي رئاسة الدولة، وأنجع وصيلة لذلك هو أن يمتطي جواد الطائفة الشيعية الفارضة هيمنتها على الوضع، وهذا يعطينا دلالة مؤكدة أن تصريحاته لم تأتِ من فراغ. كما أن حزب الله رأى فيه الأداة المناسبة، بل الممتازة لعزل لبنان عن محيطها العربي السني تتويجًا لمقتل رفيق الحريري رئيس الحكومة الأسبق الذي فرض وجوده آنذاك، وما يحدث الآن للأسف الشديد يصب في مصلحة إيران بامتياز.

ومن المعروف أن في السياسة لا يوجد صديق دائم أو عدو دائم، ولكن المصالح هي التي تؤسس العلاقات، وهذا ما دفع قرداحي ليغير بوصلته، بغض النظر عن تعاطفه ضد العدوان الذي يدعيه. وفي المقابل أن لبنان غارقة في محيط الفقر والفاقة الاقتصادية التي لا ينقذها غير معونات دول الخليج السخية، وها هي الآن على حافة الانهيار التام وقد تدخل إلى نفق الحرب الأهلية الدامس على غرار عام ١٩٧٥م، ولولا اتفاق الطائف ومساندة السعودية لتحقيق ذلك الاتفاق لكانت لبنان تحت نفوذ إسرائيل، بدعم الخونة وناكرين الجميل.

والفساد المستشري في مفاصل الحكم والذي مورس من بعد مقتل رفيق الحريري توائم مع مبتغى إيران والصهيونية اللّذان يعملان على اجتثاث شأفة المذهب السني القويم، ولبنان هي جزء أصيل من المنظومة العربية والسنية، والتي ينبغي أن لا تسقط في أيادي أعداء الله، وأملنا كبيرًا جدًا في الشرفاء إلى إعادة لبنان وحكومتها إلى جادة الصواب، ولن يكون ذلك إلا بمناهضة حزب الشيطان الطفيلي الجاثم على نفوس الأحرار، وقطع أيادي إيران القذرة الممتدة لنهب حرية اللبنانيين.

 

بقلم : عثمان الأهدل ..